بنكيران ودواء الذكاء الاصطناعي: حين يتحول ضغط الدم إلى “ضغط الفيسبوك”!
دابا ماروك
في مشهد يبدو وكأنه سيناريو مسرحي ساخر، أعلن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، عن مقاضاة صفحة فيسبوكية بسبب فيديو زائف يظهره كـ”سفير دواء طبيعي لضغط الدم”. الفيديو، الذي صُنع بمهارة الذكاء الاصطناعي، يحوّل الرجل الذي اعتدنا أن يقف خطيبًا غاضبًا على المنابر إلى مروج لعلاجات منزلية، وكأن الحياة السياسية لم تعد تكفيه، فقرر اقتحام عالم “البيزنس الإلكتروني”!
على صفحته الشخصية، بدا بنكيران وكأنه يمسك بميكروفون “فيسبوكي” هذه المرة، ليعلن صرخته: “لا أستخدم سوى أدوية الصيدليات المعترف بها!”. ورغم أن هذا التصريح قد يبدو رتيبًا للبعض، إلا أنه قد يُدرَّس لاحقًا في كليات الصيدلة كمثال على ولاء السياسيين للأدوية التقليدية.
عبد الإله لم يكتفِ بالاستنكار فقط، بل استل سيفه القانوني ليواجه “Reviving Health”، الصفحة التي ربما اعتقدت أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن ينال من الذكاء السياسي. ربما تكون “الصفحة المحتالة” قد استهانت برجل عرف بقدرته على الرد السريع والقصف اللفظي الحاد، لكنها لم تحسب حساب جرعة “العناد” التي يتمتع بها الرجل.
لكن، أليس من الطريف أن بنكيران، الذي نجا من أمواج السياسة المتلاطمة، وجد نفسه عالقًا في شباك الذكاء الاصطناعي؟ ربما هي رسالة خفية من التكنولوجيا الحديثة تقول: “احذر، فحتى السياسة لا تُحصنك من شطحات الفيسبوك!”.
أما الجمهور، فقد انقسم بين من يرى في القصة حلقة جديدة من دراما “سياسيون يلاحقهم الذكاء الاصطناعي”، وبين من اقترح أن يكون الفيديو بداية حملة جديدة بعنوان: “ابن كيران والطب البديل، السياسة لا تخفض ضغط الدم!”.
على كل حال، إذا كان الذكاء الاصطناعي قد أخطأ الهدف، فإننا ننتظر من بنكيران أن يثبت أنه لا يزال لديه “ضغط” كافٍ ليقاضي التكنولوجيا نفسها.