طبيب غاضب، مريض حائر، وحكومة تائهة!
دابا ماروك
في مشهد أكثر إثارة من مسلسل تركي، دخلت علاقة وزارة الصحة بـ”أطباء القطاع العام” فصلًا جديدًا من التوتر والتصعيد، حيث يبدو أن عام 2025 سيبدأ بأسبوعين من الغضب الطبي، ولكن ليس لأن الأطباء قرروا الاحتفال بالعام الجديد في هدوء، بل لأنهم وجدوا أنفسهم مضطرين لمواجهة وزارة تصر على ممارسة لعبة الغميضة معهم!
إضرابات، غضب، وسلامة المستعجلات فقط!
الأطباء، الذين أصبحوا خبراء في تنظيم الإضرابات، أعلنوا عن أسبوع غضب طبي يمتد من 30 دجنبر 2024 إلى 05 يناير 2025، كأنهم يعلنون موسمًا خاصًا في رزنامة الأزمات الوطنية. هذه المرة، قرروا توجيه ضربة مزدوجة؛ لا فحوصات طبية ولا خدمات في مراكز التشخيص، باستثناء أقسام المستعجلات والإنعاش، لأنهم – بطبيعة الحال – يعرفون أن الغضب لا يعني التخلي عن الإنسانية.
الحكومة تفضل “الصمت العلاجي“
النقابة المستقلة، بقيادة المنتظر العلوي، أكدت أن الوزارة الوصية لم تكلف نفسها عناء الرد، ربما لأن “الصمت العلاجي” أصبح استراتيجية جديدة في التعامل مع المطالب المهنية. وإذا كان الهدف هو تجاهل الأزمة حتى تختفي، فيبدو أن الأطباء قرروا تذكيرها بأن الإضرابات ليست مجرد زوبعة في فنجان شاي حكومي.
أسبوع الغضب و”إضراب الخواتم الطبية“!
ضمن فعاليات “أسبوع الغضب”، تقرر تنظيم ما يسمى بـ”إضراب الخواتم الطبية”، خطوة قد تكون مبتكرة ولكنها بالتأكيد تعكس إحساس الأطباء بالتجاهل المزمن. وعلى ما يبدو، فإن الخواتم ليست مجوهرات فقط، بل أدوات رمزية للتعبير عن الاستياء العميق.
مطالب قديمة بنكهة جديدة
إذا كنت تعتقد أن الأطباء يطالبون بالمستحيل، فأنت مخطئ! كل ما يريدونه هو تذكير الحكومة بالاتفاقات التي تم توقيعها منذ 2011، والتي لا تزال حبيسة الأدراج، وربما تعاني من “تصلب إداري”. بالإضافة إلى ذلك، فإن النقابة ترفض قانوني الإضراب والتقاعد الذين يبدوان وكأنهما صُمّما خصيصًا لإثارة أعصاب الأطباء.
وزارة الصحة: “كل شيء تحت السيطرة”؟
أما الوزارة، فهي تلتزم الصمت، ربما لأن المتحدث الرسمي في إجازة، أو لأنها تنتظر أن يهدأ الغضب الطبي من تلقاء نفسه. في كل الأحوال، يبدو أن عام 2025 سيبدأ بجرعة زائدة من الإضرابات والاحتجاجات، ما لم تقرر الحكومة كسر حاجز الصمت وإظهار شيء من حسن النية.
في انتظار ذلك، يظل المواطن العادي هو الضحية الحقيقية، يتنقل بين المستشفيات والمراكز الصحية بحثًا عن خدمات طبية ضاعت بين طيات “بلاغات النقابة” و”ردود فعل الحكومة”. وربما عليه أن يحمل شعارًا بسيطًا في العام الجديد: “طبيب غاضب، مريض حائر، وحكومة تائهة”!