دابا ماروك
أهلاً بك في حلقة جديدة من مسلسل “كيف نشتري السمك بأسعار خيالية ونحافظ على نفوذنا في الوقت نفسه!”، حيث الأسعار ترتفع صاروخيّاً والمواطن المغربي يتساءل: من يسرقنا هذه المرة؟ هل هي الوحوش البحرية، أم هل هناك حفنة من الغواصين الجشعين؟
المشاكل في أرقام: شهدت أسعار السمك قفزات غير مسبوقة مؤخراً، ويبدو أن هناك من “يأكل” الثروة السمكية كما لو أنها سوشي مجاني. هل لدينا فكرة من يستنزف هذه الثروة؟ بالطبع لا! هناك من يحرسون البحر وكأنهم يحرسون كنزاً دفيناً، لكنهم لا يمانعون في اختفاء هذا الكنز عن أنظارنا.
الوعود السياسية: الجميع يتحدث عن “استنزاف الثروة السمكية” كما لو كان موضوعاً ساخناً في كل مناسبة انتخابية. الأحزاب تتغنى بوعد إصلاح الأمور، لكن لوبيات البحار لا تفوت فرصة لشراء مشهد سياسي أو اثنين. هل سمعتم عن تهديدات سياسيين بفضح هذه اللوبيات؟ ربما نعم، لكن أين تلك اللوائح التي نسمع عنها؟ هل هي في خزانة مغلقة أو تحت عتبة مكتب أحدهم؟
القوارب الغامضة: التقارير تتحدث عن قوارب صيد غير مرخصة تملأ المحيطات، وبعضها حتى يحمل ترقيماً مزدوجاً. التوصيات واضحة: تفعيل الرقابة، لكن يبدو أن الرقابة مصابة بمرض مزمن يعرف بـ”التنشيط فقط عند الحاجة”. وهناك حديث عن قوارب تستخدم وسائل استنزاف بيض السمك، لأن ماذا يمكن أن يحدث إن لم نسمح للأسماك بالتكاثر؟
المراقبة والتهريب: المراقبة المستمرة قد تكون ضائعة في زحام القوارب التي تستخدم في تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية. يمكننا تخيل القوارب وكأنها أماكن للفضائح المتعددة، حيث تخرج منها الأسماك والمخدرات على حد سواء. يبدو أن بعض “اللوبيات” يتقنون لعبة الاختباء الجيد لحين انتهاء حملات الرقابة.
الأساطيل الضخمة وسفن “ألاساطيل الدخيلة“: الأساطيل الضخمة تستنزف الثروات البحرية كأنها حفلة مفتوحة، بينما السفن الجديدة تسهم في زوال مخزون السردين. الفكرة هي أن هذه الأساطيل تجعلنا نتساءل: لماذا لدينا انخفاض في المخزون الذي كان يغرق البحر في السابق؟ على ما يبدو أن الوزارة ارتكبت خطأ فادحاً عندما سمحت لهذه السفن بالعبور إلى المياه المغربية.
الصيد التقليدي والحديث: البحر بين الصيد التقليدي والصيد الصناعي، وكأننا نتحدث عن سباق بين حوت صغير وسفينة ضخمة. سفينة واحدة تفرغ آلاف الأطنان بينما قارب تقليدي يملأ بضع كيلوغرامات فقط. ولكن، من يهتم؟ طالما أن هناك سفن ومصانع تستهلك الثروات البحرية وتترك لنا الفتات.
مافيا دقيق السمك: مافيا دقيق السمك تحوّل كميات هائلة من الأسماك إلى وقود لمصانعها، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السردين. يبدو أن هذه المافيا تفضل بيع السمك للمصانع بدلًا من المواطن المغربي، مما يجعل “سمك الفقراء” أكثر تكلفة مما كان عليه من قبل.
في النهاية، يبدو أن صيد الأسماك في المغرب ليس مجرد تجارة، بل هو فن من فنون النصب والاحتيال. المواطنون، من جهة، يعانون من ارتفاع الأسعار، ومن جهة أخرى، هناك من يعيش في رفاهية على حساب الثروات البحرية التي كانت، في يوم من الأيام، ملكاً لنا جميعاً.