فن وثقافة

الكسكس واحد من تراث المغرب لوحده، لا شريك له في ذلك

 يعود تاريخ الكسكس في المغرب، إلى عهد غابر، حيث يمتد لعدة قرون. وهو يمثل جزءً مهمًا من التراث الغذائي المغربي، إذ لا يمكن للمغاربة الاستغناء عنه، سيما في أيام الجمعة والأعياد الدينية وكذا المناسبات الاجتماعية. وحسب معلمة المغرب لمؤلفه الطويل محمد حجاج في الجزء 20 من منشورات الجمعية المغربية للتاليف والنشر والترجمة، ترجع جدور طبق الكسكس إلى التاريخ الوسيط الأعلى على الأقل، حيث يعود إلى فترة تاريخية قبل ذلك، فهي أكلة أمازيغية مغربية أصيلة، كما سجل ابن خلدون حين سالهم عن هويتهم بعد الفتح الإسلامي للمغرب أجابوا: “نحن قوم نحلق الرؤوس ونلبس البرنوس ونأكل الكسكوس”، وهذه العناصر الثلاثة المحددة للهوية وردت في أوصاف الرحالة الذين زاروا المغرب خلال مختلف العصور. وهو أمر أكده المؤرخ الفرنسي “شارل اندري جوليان” في كتابه تاريخ شمال افريقيا، أن أواني طبخ الكسكس وجدت في قبور أمازيغ المغرب، حيث أكد ما قاله ابن خلدون أن الفلاحين ظلوا يأكلون الكسكس منذ عهد غابر.

يعود اعتراف منظمة اليونيسكو بطبق الكسكس إلى يوم 16 دجنبر 2020، كوجبة عالمية وتراث إنساني لامادي، حيث يعد إرثا ثقافيا توارثه المغاربة عبر قرون.

وتختلف طريقة تحضيره، إذ يستخدم بالقمح البلدي الكامل أو الدقيق الصلب أو دقيق الذرة  أو الشعير أو قمح السميد أو الدقيق الأبيض وغير ذلك، حيث تجتهد المطاحن المغربية الكبرى في إنتاج طحين الكسكس بشتى أنواعه.

وقد التصق “الكسكاس” بالكسكس، إذ لا يمكن تحضير الكسكس المغربي إلا “بالكسكاس” الذي يصلح لتبخير الحبوب وطهيها، من خلال “التفوار”، وهي كلمة تتعلق بإطلاق البخار وطهيه على مهل.

ويحتاج إعداد الكسكس الذي يعد واحدا من التراث الغذائي المغربي لوحده، لا شريك له في ذلك، إلى التوابل التي لا تتجاوز حدود المقادير المنطقية، إضافة إلى الخضر واللحم أو الدجاج أو حتى السمك الذي يتم التحضير به ببعض المناطق المغربية الجنوبية، سيما بمدينة أسفي. أما الاستعانة بالزيتون في الكسكس، فهذا أمر يدخل في قاموس السخرية السوداء (الضحك كالبكاء)، وإياك أعني واسمعي يا جارة…

ومن غرائب الأمور أن الكسكس المغربي، ومهما حاول البعض تقليده، لن يتقنه سوى المغاربة، حيث “بنة اليدين”.

واستنادا إلى بعض المصادر الطبية، نذكر بعض المنافع الصحية للكسكس المغربي:

يضم نسبة عالية من السيلينيوم، التي تعد من مضادات الأكسدة المساعدة على تقوية جهاز المناعة وتدعيمه وتحسين صحة القلب؛

تقليل خطر الإصابة بالسرطان، حيث وبعد إجراء الكثير من الدراسات البحثية التي خلصت إلى أن ارتفاع نسبة عنصر السيلينيوم بالدم وهو الذي يحتوي عليه الكسكس قد يقي من الإصابة بأنواع معينة من السرطان كسرطان البروستاتا بالنسبة للذكور؛

خفض مستويات الكولسترول السيء في الجسم؛

الحماية من الجلطات والنوبات القلبية؛

– خفض فرص الإصابة بخفقان القلب؛

– مساعدة تسريع التئام الجروح وتحسين عملية شفائها، سيما بعد العمليات الجراحية.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لايوجد شيء إسمه مغاربي . إسم مغاربي أريد به السطو والسرقه ومشاركه كل ماهو لنا. وجب التصدي لكل السرقات . يجب على المسؤولين القيام بواجبهم.
    نتمنى من ملكنا أن يحمي تراثنا لأنه يمثل هويتنا المورية الأمازيغيه الأصل والجدور
    والثقه في الوثيقه . حنا عندنا الدليل أن أصل الكسكسو مغربي قح .في كتب قديييييمه قدم الزمن ولي قال ديالو يحط البرهان .
    ناس في بلدان كتقاتل على اتفه اطباق وحنا مسؤولين كيبيعو ويشاركو فيه كأنه إرثهم.اللهم إحمي بلدنا بلاد الشرفا وأولياء الله الصالحين ولي نوى ليه الغدر والشر والخراب تخرج فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى