حب الحياة في أحلك الظلمات
متشبث بالحياة رغم العواصف
في أزقة الحياة الضيقة، حيث العتمة ترخي سدولها كوشاح ثقيل، ينبض قلب الإنسان بحب لا يُقهَر. الحب للحياة، تلك الجذوة التي تشتعل حتى حين تنطفئ كل الأنوار، هو الأمل الذي ينبثق من بين رماد الخيبات كطائر الفينيق، لا ينهار ولا ينكسر.
الحياة ليست طريقًا مفروشًا بالورد، بل هي حديقة مليئة بالشوك، ومع ذلك، نمرّ بها حفاةً، متشبثين بحلم غدٍ أجمل. حتى حين تحاصرنا الظروف كبحر هائج، نصبح نحن سفنًا لا تعرف الغرق. نرفع أشرعة الإيمان، ونبحر وسط الرياح العاتية، مدركين أن وراء الغيوم الداكنة شمسًا لم تنطفئ.
كم جميل أن يحب الإنسان الحياة في وجه الظلم والقهر. أن ينظر إلى ألمه لا كعدو، بل كمعلم. أن يرى في دموعه مياهًا تطهر روحه، وفي صراعه ميدانًا يُظهِر فيه قوته الكامنة. إننا نحب الحياة ليس لأنها سهلة، بل لأنها تجعلنا أقوى، تُعلّمنا أن نسقط لننهض، أن نحزن لنفرح، وأن نواجه الظلام لنضيء شموعنا.
الحياة، بأيامها القاسية ولياليها الموحشة، ليست عدوًا. هي قصيدة مليئة بالتحديات، وكل سطر فيها يدعونا لنُكمل حتى النهاية. نحن نكتب حكايتنا بأيدينا، ونخط على صفحات الأيام كلمات حب للحياة، رغم كل شيء.
فلنعش أحبّة للحياة، لا أعداء للظروف. لنجعل من أوجاعنا جسورًا للعبور، ومن دموعنا زهورًا تتفتح في حقول الأمل. ففي قلب كل عاصفة، يكمن وعدٌ بنهاية هادئة، وفي قلب كل ظلمة، نور ينتظر من يراه.
لنحب الحياة دائمًا، لأنها رغم كل شيء… تحبنا.