إحياء قلوبنا الميتة: حيث ينبض العطاء بالحياة
م-ص
في زحمة الأيام التي نركض فيها جميعاً، تذبل الأرواح وتخبو الألوان. تلك القلوب التي فقدت الدفء ونسيت أن العواطف ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي نبضات في صدورنا، هي اللمسة التي تعيد للأيام طعمها. كم من مرة مررنا بها دون أن نتوقف، لنرى الوجوه التي تحاول جاهدة أن تظهر القوة، بينما خلفها أرواح منهكة تبحث عن لحظة شفاء.
إلى تلك القلوب التي جفت ولم تعد تبصر الجمال في التفاصيل الصغيرة: هل تذكرون ما كان يبعث فيكم الفرح؟ هل تذكرون كيف كانت الشمس تشرق في صباحاتكم؟ وكيف كانت الأمواج تتلاعب على شواطئكم بنعومة، كما لو كانت تداعب الروح بلطف؟ لكنكم الآن، وأنتتم مشغولون بالمجريات، لا تجدون تلك الومضات التي تمنح الحياة معنى.
يا من أدخلتم الجدران بينكم وبين العواطف، افتحوا نوافذ القلوب ودعوها تتنفس من جديد. لأن العالم يحتاج إلى تلك الأيدي التي تمنح دون حساب، وإلى تلك الكلمات التي تداوي وتلهم. لا تظنوا أن الزمان يتوقف عندكم، بل إن أجمل الأيام هي التي نعيشها ونحن نمنح الحب، دون انتظار المقابل. فالعطاء لا يضيع أبداً، هو شمس تشرق في قلوبنا، ويظل ضوءها حياً في كل زاوية.
فلنعد إلى جوهرنا. لنعد إلى تلك القلوب الطيبة التي كانت تنبض بالحب، ولنحتفظ بها كما هي، نابضة بالدفء والمشاعر. فالعواطف ليست ضعفاً، بل هي القوة الحقيقية التي تبقينا أحياء.