انتخابات شتنبر: إعادة تدوير الوجوه السياسية بأقنعة النزاهة!
محمد صابر
ها نحن هنا مجدداً، على أعتاب انتخابات جزئية جديدة. وزارة الداخلية تستعد لإعادة تشكيل المشهد السياسي في 12 شتنبر، وتعويض 90 منتخبا في المجالس الترابية التي انهارت تحت وطأة “الفساد”. نعم، يبدو أن بعض السياسيين في المغرب لا يجيدون سوى لعب دور الخفافيش التي تقتات على فساد الصفقات ونهب المال العام، لكن هذه المرة، كانت العدالة لهم بالمرصاد.
إنها فرصة ذهبية للأحزاب السياسية لتثبت أنها تتعلم من أخطائها. لكن هل نتوقع منهم حقاً اختيار مرشحين “نزيهين ونظيفين”؟ ربما يكتشفون أن الشخص النزيه هو ذلك الكائن الأسطوري الذي يظهر في القصص الشعبية فقط.
في عالم السياسة، النزاهة ربما تكون مجرد شعار يرفع في المؤتمرات الحزبية.
ومع هذه الانتخابات، لدينا قائمة من الجرائم التي تجعل قصص الفساد في المسلسلات تبدو كألعاب أطفال: التلاعب في الصفقات العمومية، اختلاس المال العام، تحويل المشاريع العامة إلى حديقة خلفية خاصة، وتزوير الوثائق. حتى أن بعض المتهمين لم يجدوا حرجاً في التغيب عن جلسات المجلس، ربما كانوا مشغولين بعدِّ أموالهم المسروقة.
ومن المفارقات العجيبة، أن نرى تطبيق مبدأ “ربط المسؤولية بالمحاسبة” وكأنه اكتشاف علمي جديد. “واو، يمكننا بالفعل محاسبة الوزراء السابقين والبرلمانيين الحاليين!”، من كان يظن أن هذا ممكن؟!
نأمل أن تكون هذه الانتخابات بمثابة بداية جديدة، حيث يتم اختيار مرشحين لديهم صفات النزاهة وحسن السلوك والكفاءة. لكن، في عالم السياسة، لا شيء مضمون. دعونا نتابع هذه المسرحية الانتخابية الجديدة، فقد تكون مليئة بالمفاجآت والأحداث غير المتوقعة. أو ربما، ستكون مجرد حلقة أخرى في سلسلة طويلة من نفس المشاهد المتكررة.
في النهاية، نترككم مع هذا التساؤل: هل ستكون الانتخابات الجزئية هذه المرة مختلفة حقاً؟ أم أنها مجرد إعادة تدوير للوجوه القديمة بأقنعة جديدة؟ الوقت فقط كفيل بالإجابة.