في وداع نونبر: رحلة من السخرية على متن قطار الأسبوع الأخير
دابا ماروك
ها نحن نلملم أوراق نونبر، نحاول بجهد يائس ألا نسقط في فخ مقارنة هذا الشهر بكل ما سبقه من أشهر. لا هو برونق يناير الحماسي ولا بوهج دجنبر الاحتفالي، بل هو أشبه بضيف ثقيل ظل عالق في البيت بعد وليمة عائلية انتهت منذ أيام.
لنواجه الأمر: نونبر هو ذاك الموظف الذي يخرج من المكتب قبل دقائق من انتهاء الدوام، تاركًا الجميع يتساءلون: “ماذا فعل طيلة الشهر؟”. إنه الشهر الذي ينادي فينا كل مشاعر السكون والتفكير الوجودي، إلا أننا نصر على تحميله مسؤولية اكتئابنا، بدلًا من مواجهة حقيقة أننا نحب النوم أكثر من الإنتاجية.
أسبوع الوداع: محطات لا تُنسى
- الاثنين: يوم من التفكير العميق في قرارات الأسبوع الماضي، تلك القرارات التي لم ننفذها، ولم نندم على عدم تنفيذها، لأننا كنا منشغلين بمشاهدة مقاطع القطط على الإنترنت.
- الأربعاء: يا له من بطل مغوار في معركتنا ضد الروتين. إنه اليوم الذي يجعلنا نرى عطلة نهاية الأسبوع في الأفق، ولكن ليس بما يكفي لنشعر بالراحة، بل لندرك أننا بحاجة ليوم آخر بين الأربعاء والخميس.
- الجمعة: يوم القرارات الوهمية. كم مرة وعدت نفسك بأن تبدأ من الاثنين القادم؟! على الأقل يتيح لك الجمعة تلك الراحة النفسية: أنت لست وحدك في هذا الكسل الجماعي.
نونبر والعلاقات المعقدة
نونبر أيضًا مثل الصديق الذي لا تعرف إذا كان يحبك أم يتحملك فقط. يقدم أجواء باردة جميلة، لكنه يرميك بمطر مفاجئ في اللحظة التي تخرج فيها دون مظلة.
وإن تحدثنا عن الموضة، نونبر هو السبب الذي يدفعك لارتداء كل الملابس التي تمتلكها مرة واحدة، فتبدو وكأنك نسخة بشرية من حقيبة سفر ممتلئة.
ختامًا، دعابة خفيفة!
في هذه الرحلة، نتعلم درسًا عميقًا: كل الأشهر تتساوى، لكن نونبر، بسخريته الخفية، يدعونا للتفكير في الأشياء الصغيرة التي تجعلنا نبتسم.
فهل نودع نونبر بابتسامة؟ أم بنظرة لامبالية تشبه تمامًا تلك النظرة التي يلقيها الموظف عند سماع كلمة “زيادة عمل”؟ الخيار لك.
شكرًا، ونتمنى أن يكون دجنبر أكثر كرما!