قاضي التحقيق بسطات يقرر إيداع “سادة الأعمال” السجن الفلاحي في ليلة هادئة!
دابا ماروك
في خطوة لا تخلو من الإثارة، قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بسطات، ليلة أمس، إيداع أربعة “أبطال جدد” السجن الفلاحي قرب عاصمة الشاوية. من بينهم محامٍ محترم وموظف، وذلك على ذمة التحقيق بتهم ثقيلة، بعد أن عُرض عليهم ملف يخص أحد أكثر العقارات شهرة في المنطقة. ووسط هذه الدراما، تابع ثلاثة آخرين في حالة سراح، وكأنهم أبطال في فيلم بوليسي قيد التنفيذ!
وبحسب المعطيات الدقيقة في الملف، يبدو أن المسألة كانت معقدة لدرجة أن قرار الإيداع جاء بناءً على ملتمس الوكيل العام للملك. فبعد أن تقدمت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بعرض مكون من سبعة أشخاص (من بينهم المحام والموظف)، ترك أحدهم متفرغًا للمهمات القادمة بعد أن فشل في الحضور في الوقت المحدد. الموضوع كان يشمل اتهامات خطيرة: عصابة إجرامية، تزوير في محررات رسمية، واستخدام تلك المحررات للسطو على عقارات الغير. يا سلام! أليس هذا هو نوع “السيناريو” الذي نحتاجه في الحياة اليومية؟
القصة تبدأ منذ عام 1965، عندما قرر مواطن فرنسي كريم جدًا أن يتبرع بعقار للخير (مقر الجمعية الخيرية). ربما كان يعتقد أن هذه الهدية الخيرية ستعيش إلى الأبد، لكنه لم يتوقع أن يتم “تداول” هذا العقار بطريقة قد تجعل المبتكرين في عالم الجرائم يشعرون بالغيرة. فكما تقول المصادر، تمكن أحد المشتبه فيهم من الحصول على عقد بيع للعقار بطريقة “قانونية جدًا” (على حد قوله)، ويقال إن هذا العقد سيكون محط تحقيق مستقبلي لمعرفة كيف “انتقل” إلى ملكية العقار.
وبالطبع، عندما بدأ المتضررون يلاحظون أن العقار أصبح “للبيع” بدون علمهم، قرروا أن يتخذوا خطوة جريئة ويتقدموا بشكوى إلى محكمة استئناف سطات. وفي النهاية، جاءت النتيجة التي يمكن تخيلها: اعتقال أربعة أشخاص ومتابعة البقية في حالة سراح. كل ذلك في انتظار التحقيق التفصيلي الذي سيبدأ في الشهر القادم.
ربما سيكتشف الجميع في النهاية أن العقارات ليست مجرد صفقات تجارية، بل هي مجال خصب لقصص الإثارة، ولكن “أبطالها” هذه المرة ظلوا تابعين للمحاماة والوظيفة العمومية. يا له من وقت حافل بالتشويق في محكمة سطات!