الأمم المتحدة وقضية الصحراء المغربية: الجزائر في دور المتفرج
دابا ماروك
اليوم، بينما كانت الجزائر تتراقص على أنغام المفاوضات، امتنعت روسيا والموزمبيق عن التصويت في مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، كما لو كان الأمر مجرد لعبة شدة بين أصدقائهم. مشهدٌ يعكس مدى خفّة الأجواء السياسية عندما يتعلق الأمر بجزائر تُظهر براعة في عدم قبول الواقع.
مع تأييد 12 عضواً، بما في ذلك أمريكا وفرنسا، للقرار الذي يمدد ولاية بعثة “المينورسو”، تركت الجزائر قاعة التصويت كأنها خرجت من فصل دراسي بعد فشلها في اجتياز امتحان. بدلًا من العمل على تحسين أدائها، فضلت الانسحاب كأنها تعتقد أن هذا سيخفي خيبتها.
في تصريحات الممثل الأمريكي، يبدو أن واشنطن قد قررت أخذ زمام الأمور، حيث أشاد بجهود المبعوث الشخصي للأمين العام، وكأنها تقول للجزائر: “هل لاحظتم كيف يُنجز الآخرون الأمور؟”. بينما أعربت الولايات المتحدة عن أسفها لعدم وجود إجماع، فإن الجزائر لا تزال في دوامة من التغييرات السطحية، بعيدًا عن الحلول الفعّالة.
أخيرًا، يظهر مندوب روسيا كمن يلقي حجارة في بركة راكدة، حيث أبدى عدم رغبته في إضافة حقوق الإنسان إلى عمل البعثة، وكأن الحقوق مجرد فوضى قد تعكر صفو السهرة السياسية. الجزائر، في هذه الأثناء، تبدو وكأنها تراقب الأحداث من بعيد، تتمنى لو أنها تستطيع استعادة السيطرة على اللعبة، لكن الواقع يصر على إظهارها في دور المتفرج.
الخاتمة
في نهاية المطاف، تحتاج الجزائر إلى إعادة النظر في استراتيجياتها. فبدلاً من الانسحاب أو الاستسلام، عليها أن تعود إلى طاولة المفاوضات بروح جديدة، لأن الوقوف في الظل لن يحقق لها شيئًا. يمكن أن تكون الدروس القاسية بمثابة نقطة انطلاق للتغيير، لكن هل ستستجيب الجزائر؟ الزمن كفيل بالإجابة.