ندوة دبلوماسية: عندما يتحول ارتجال الوزير إلى عرض كوميدي!
دابا ماروك
عُقدت ندوة في الرباط أمس، تحت إشراف محمد بنسعيد، وزير الثقافة والاتصال والشباب، ورشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية، وذلك في سياق زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب.
حضرت رشيدة داتي، التي ترجع أصولها إلى المغرب، مزودة بنص مكتوب مسبقًا، مما يعكس وعيها بأهمية تنظيم الكلام في المناسبات الرسمية، حيث يُعتبر الارتجال غير ملائم. بالمقابل، جاء بنسعيد، المعروف بقدرته على الارتجال، ليخاطب الحضور كما لو كان يتحدث مع أصدقائه في جلسة غير رسمية.
في كلمتها، أكدت داتي على استعداد فرنسا للتعاون مع المغرب في مجالات متعددة تشمل الكتابة، السينما، الألعاب الإلكترونية، والصناعة الثقافية. هذا التعاون يُعتبر خطوة إيجابية نحو تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون الإبداعي.
لكن عندما جاء دور بنسعيد، بدأ بالتأكيد على أنه لن يكرر ما قالته داتي، إلا أنه لم يُهمل تكرار بعض النقاط. فقد أشار إلى أنه ليس مجرد وزير في الحكومة، بل وزير في حكومة المملكة المغربية، مما يعكس رغبته في التأكيد على مكانته. كما انتقد توجّه داتي، مبرزًا أنها لم تتحدث كوزيرة في حكومة يمينية.
ورغم أهمية تعزيز الشراكات الثقافية، تطرّق بنسعيد إلى مشروع إنشاء قرية سينمائية في ورزازات، مما أظهر انشغاله بالمشاريع المحلية بدلاً من التركيز على التعاون مع فرنسا. كان من الأجدر به أن يستغل هذه الفرصة للتعبير عن التزام المغرب ببناء علاقات ثقافية فعّالة مع فرنسا، بدلاً من الانزلاق في متاهات النقاشات الشخصية.
يبدو أن بنسعيد بحاجة إلى إدراك أن مثل هذه التصريحات لا تعكس الدبلوماسية المطلوبة في السياقات الرسمية. من الضروري أن يفهم أهمية التوازن بين التعبير عن الهوية الوطنية والالتزام بالشراكة الثقافية. إن الوقت قد حان لتقديم درس في العلاقات الدبلوماسية، حيث إن اللعب العابر والارتجال غير المدروس لا يصلحان في مثل هذه المناسبات. الدبلوماسية تتطلب نضجًا ووعيًا، وليس مجرد تعبير عن الرأي بشكل غير منظم.