خيبة أمل جزائرية في القاهرة: السيسي يرفض التطرق لقضية الصحراء المغربية
دابا ماروك
يبدو أن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لمصر كانت أشبه بزيارات «السياحة الدبلوماسية» التي تؤدي للعودة كما غادرناها، أو ربما مع بضعة هدايا فرعونية تُعرض لاحقًا في متحف الهدايا الدبلوماسية.
لماذا؟ ببساطة لأن الزيارة لم تحقق الهدف “المتوخى” الذي كان يروّج له البعض في الجزائر: إقناع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتطرق إلى قضية الصحراء المغربية! لكن، لنقلها بصراحة، ليس كلّ رئيس مستعدًا لمناقشة “القضايا الحارقة” كما يحب النظام الجزائري، خاصةً عندما تكون هذه القضايا لا تعني شيئًا سوى «أطروحات قديمة» يريد أحيانًا النظام إقحام الآخرين فيها.
وبينما انتظر الوفد الجزائري كلمات تؤازر أطروحة الوهم، كان الرئيس السيسي يُظهر اتجاهاً معاكساً، محاذيًا لجانب الحكمة والعقلانية، حيث أعلن – ببرود دبلوماسي قد يغضب من لا يتقن فن قراءة الإشارات – أن مصر ترفض التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، متجنبًا الإشارة المباشرة إلى موضوع الصحراء، تاركًا الوفد الجزائري في وضع لا يُحسد عليه.
أبرز مشهد ساخر هنا كان في الندوة الصحفية، حيث حضر الرئيس تبون أملاً في أن تخرج قضية الصحراء المغربية إلى النور، إلا أن الرئيس السيسي على ما يبدو اختار الضوء المصري لا الجزائري، وأبقى علاقاته التاريخية المتينة مع المملكة المغربية فوق طاولة الحوار، مستذكرًا أواصر العروبة والتقارب الدائم بين القاهرة والرباط، لينقل رسالة مباشرة لا تحتمل التأويل.
وهكذا انتهت زيارة تبون لمصر، لتُضاف إلى قائمة طويلة من الزيارات الرسمية التي لا تُحقق غاياتها، تاركة النظام الجزائري محبطًا ربما، أو على أمل أن يحالفه الحظ في زيارة أخرى، لربما تعود بشيءٍ أكثر من «اللاشيء».