هذا إلى هشام أيت منة: كما تدين تدان ويا ليتك لم تبالغ في الفرحة
دابا ماروك
في مشهد رياضي لا يخلو من الدراما، نشهد تحولاً مثيرًا في كرة القدم المغربية، حيث يبدو أن الوضعية الحالية لهشام أيت منة ليست على أحسن ما يرام. وهو الرئيس الذي تخلّى عن فريقه الأصلي في منتصف الطريق بعد أن خطط ودرس رئاسة نادي الوداد البيضاوي. قُدِّمَت هذه الخطوة كفرصة ذهبية، ولكنها سرعان ما تحولت إلى سخرية مؤلمة.
مازالت جماهير شباب المحمدية تعيش حاليا، حالة من الألم الشديد بسبب وضعية فريقها الذي يقبع في الصف الأخير برصيد نقطة واحدة فقط. هذا السقوط المروع يُشعر الأنصار بالخيبة ما زاد من معاناتهم هو تلك الرقصة والفرحة التي أظهرها هشام أيت منة، ويا ليته لم يفعل، فهي بمثابة الملح على جرحهم، ولو ترك على الأقل شعرة معاوية بينه وبين المدينة ككل، وهو رئيس جماعة المحمدية.
كانت تلك اللحظات بمثابة الملح على جرحهم، حيث لم يستطع الكثيرون من الجماهير إلا أن يشعروا بالخيانة والغضب تجاه سلوك يتنافى مع مشاعرهم وآمالهم.
بعد انتصار الوداد على شباب المحمدية في الدار البيضاء، تجلى الفرح على وجه الرئيس، وكأن السماء ستطير به من شدة الفرح. لكن تلك اللحظات لم تدم طويلاً. سرعان ما عادت الأمور إلى مجراها، حيث وجد الوداديون أنفسهم يتذوقون طعم الهزيمة مرة تلو الأخرى، سواء أمام مكناس بفاس أو في قلب الدار البيضاء أمام نهضة بركان.
هذا التناقض بين الفرح العابر والهزيمة القاسية يعكس حالة من الاضطراب في كرة القدم المغربية. فبينما يبحث رئيس الجماعة عن المجد الشخصي، يتحمل جمهور شباب المحمدية وعشاقهم مرارة الانتكاسات، وسط شعور بالخيانة.
ورغم أن فريق شباب المحمدية يعتمد هذا الموسم على عناصر شابة، إلا أن القلق يساور المشجعين حول مصير هؤلاء اللاعبين. كلما تألقوا، زادت فرص انتقالهم إلى أندية أكبر، مما قد يترك فريقهم في وضع حرج. نحن أمام حلقة مفرغة، حيث ينمو الأمل في إعادة بناء الفريق، ليُسحب من تحتهم البساط عندما يصل هؤلاء اللاعبون إلى ذروتهم، كما حدث مع اللاعبين السابقين الذين لم يتمكن الجمهور الشبابي حتى الآن من معرفة قيمتهم التسويقية.
يبدو أن كرة القدم أصبحت ساحة للصراعات السياسية والمصالح الشخصية، متجاوزة الشغف الرياضي الذي ينبغي أن يسود. فهل سيتذكر رئيس جماعة المحمدية يومًا ما أن بفضل شباب المحمدية اشتهر في غفلة من الزمن؟ أم سيظل في دوامة السعي وراء البحث عن السلطة على حساب مشاعر الجماهير؟
في النهاية، أصبح جمهور شباب المحمدية يشعر بالخذلان، ولم يعد لديهم أي تعلق تجاه رئيس الجماعة الذي خانهم من أجل مصالحه الشخصية. حيث تجسد مشاعر الغضب والاستياء في المدرجات، وباتت أصواتهم تتعالى مطالبة بالتغيير. هل سيتمكن الفريق من استعادة ثقة الجماهير مرة أخرى، أم أن الفجوة قد اتسعت بما يكفي لتجعلهم ينفرون تمامًا من أي رمز للسلطة يفتقر إلى الالتزام والاحترام لمشاعرهم؟ الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة، حيث ستظهر الحاجة الملحة إلى عودة الروح الحقيقية للعبة، بعيدًا عن المصالح الذاتية.