إياك أن تصاب بالزكام في المغرب!
دابا ماروك
في الدول التي تحترم شعوبها، يتم منح رخص رسمية لكل مواطن يُصاب بنزلة برد أو أي مرض مشتق من الزكام، فكلنا نعلم أن هذه الأمراض معدية، وقد تتحول إلى وباء يعصف بجميع الزملاء والمتعاملين. لكن، دعونا نكون صادقين: نحن في المغرب، حيث القاعدة تقول “عش وشاهد”.
فإذا كنت تعاني من الزكام، عليك أن تستعد لمواجهة عواقب “الجريمة الكبرى” المتمثلة في الغياب عن العمل. حتى لو كنت تحمل شهادة طبية تؤكد حالتك، فلن يكون عذرك مقبولًا. لماذا؟ لأن القوانين هنا تعتبر أن الزكام هو مجرد “رفاهية”! فالمؤسسات تعتقد أن العمل تحت درجة حرارة 39 مئوية وتدفق الأنف هو أمرٌ يشبه الترفيه.
تخيل أن تأتي إلى العمل وأنت تتنقل بين الزملاء مثل “فايروس متنقل” وتحصل على خصم من الراتب لأنك لم تكن “مؤديًا” كما ينبغي! في حين أن الزملاء المتبقيين يواجهون هجوم الزكام بسبب تفشي العدوى، مما يجعلهم هم أيضًا عرضة للعقوبات.
هل هناك من يسأل عن صحة الموظفين والمستخدمين أو حتى عن رفاهيتهم؟ بالطبع لا! فالعمل في المغرب هو بمثابة دورة حياة، وأنت إما أن تكون جزءًا منها أو تُقصى بسبب عدم التزامك بالصمود أمام قسوة الزكام.
لذلك، في المرة القادمة التي تُصاب فيها بالزكام، تذكر أن تتسلح بالشجاعة، وأن تغادر إلى المكتب مع علبة من المناديل وابتسامة، لأنك قد تكون “بطل العدوى” في مكان العمل!