رياضة

بين حكمة مكوار وخطابات أيت منة: صراع القيادات في فريق الوداد البيضاوي

محمد الفضالي

رغم أنني أحب الرجاء البيضاوي، فإن تاريخ القلعة الخضراء مليء بالأسماء اللامعة التي تركت بصمتها في عالم الرياضة والسياسة. من بين هؤلاء، يبرز المرحوم المعطي بوعبيد، الذي قاد البلاد في مناصب عليا كوزير أول، حيث ساهم في تشكيل السياسات الوطنية وترك إرثاً يعتز به الجميع. كما أن المرحوم عبد الرزاق مكوار، الذي شغل منصب سفير المغرب في لاهاي، جسد نموذجاً للقيادة الحكيمة والدبلوماسية الراقية. لم يكن مكوار مجرد دبلوماسي؛ بل كان رمزاً للجدية والاحترافية، مما جعل مواقعه تعكس قيمة المغرب في المحافل الدولية.

في المقابل، نجد هشام أيت منة، الذي تعرض خلال الولاية الحالية للبرلمان، لموقف محرج حين ظهر وهو “يتمتم” أثناء قراءة ورقة مكتوبة له في إحدى الجلسات. هذا الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي أثار جدلاً واسعاً حول كفاءته القيادية. هل يمكن أن نعتبر هذا الفعل نقطة ضعف تعكس عدم قدرة أيت منة على التواصل بشكل سليم، أم أنه مجرد عرض ساخر لواقع التواصل الاجتماعي الذي يبرز اللحظات السلبية بشكل أكبر؟

ومن هنا، تطرح هذه المقارنة تساؤلات عميقة حول كيفية تأثر صورة القادة باللحظات العابرة في زمن وسائل التواصل الاجتماعي. فبينما يُشاد بمكانة المرحوم مكوار، قد يُنظر إلى أيت منة من زاوية مختلفة تماماً، مما يبرز التحديات التي تواجه القيادات في الحفاظ على سمعتها في عصر يتسم بالسرعة والإعلام الرقمي.

تتناول مواضيع مثل “حكمة مكوار” و”خطابات أيت منة” صراعات القيادة في عالم الرياضة من زوايا مختلفة، حيث يعكس كل منهما تجارب وأفكاراً تتعلق بالقيادة، التنافس، والأخلاقيات الرياضية.

حكمة مكوار

تُعتبر حكمة مكوار تجسيداً للقيم التقليدية في القيادة، حيث ظلت تركز على أهمية العمل الجماعي، الاحترام، والتفاني. تُشدد هذه الحكمة على أن النجاح في الرياضة لا يعتمد فقط على المهارات الفردية، بل أيضاً على القدرة على التفاعل الإيجابي مع الفريق.

هشام أيت منة: بين انعدام الضبط والسعي للظهور

هشام أيت منة يُعرف بعدم ضبط لسانه في الكثير من المواقف، حيث أظهر مؤخراً تصرفات تعكس طفولة متأخرة. عقب لقاء فريقه الحالي مع فريق مدينته السابق، أطلق العنان لنفسه في مسرحية كوميدية تتعلق بالنكاية بفريقه السابق، وهو أمر يثير الدهشة ولا يُتوقع من أي مسير رياضي. فقد دأب على حب الصور ورفع أصبع الانتصار حتى قبل أي انتصار، مما يبرز الفجوة بين الاحترافية المطلوبة واللعب على المشاعر. هذه التصرفات تطرح تساؤلات حول تأثيرها على سمعة القيادات الرياضية ومكانتها في عالم يتطلب جدية أكبر.

صراع القيادات

يمكن القول إن الصراع بين هذين الأسلوبين يعكس التوتر بين التقليدية والحداثة في إدارة الفرق الرياضية. بينما تؤكد حكمة مكوار على أهمية الأسس الراسخة في القيادة، يبرز أيت منة الحاجة للتكيف مع المتغيرات والابتكار.

الخاتمة

شتان إذن بين المرحوم مكوار وأيت منة

بينما كان المرحوم عبد الرزاق مكوار يمثل نموذجًا للقيادة الدبلوماسية الراقية، حيث عُرف بحكمته واحترافيته في مجاله، نجد أن هشام أيت منة يتعرض لمواقف تثير الجدل في عالم التواصل الاجتماعي. هذا التباين يسلط الضوء على أهمية الصورة العامة للقيادات وكيف يمكن أن تتأثر باللحظات العفوية أو المحرجة.

إن نجاح القيادات الرياضية لا يتوقف فقط على الخبرات والمهارات، بل يتطلب أيضًا القدرة على التعامل مع التحديات الإعلامية والصورة العامة. يبقى السؤال: كيف يمكن للقيادات أن تحافظ على مكانتها في زمن تتسارع فيه وتيرة المعلومات وتزداد فيه التحديات؟ تظل الإجابة على هذا السؤال مفتوحة، لكن ما هو مؤكد أن الحكمة والتجديد يجب أن يسيرا جنبًا إلى جنب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى