مجتمع

الفراولة بالكاميرات: موسم العمل… ومغامرات غير مرغوبة في حقول إسبانيا

دابا ماروك

يبدو أن موسم “الفراولة” في إسبانيا أصبح مرادفًا ليس فقط للعمل الشاق، بل أيضًا لمغامرات غير مرغوبة قد تنتهي على نحو مقلق. تخيل معنا، أكثر من 16 ألف مغربية يتوجهن كل عام إلى مدينة ويلبا، تلك الجنة الحمراء، ليصبحن جزءًا من جيش قطف الفراولة الإسباني. نعم، إنه جيش، ولا نعني فقط الفراولة بل الجنود المغاربة الموسميين الذين “يُستوردون” سنويًا لإنقاذ الإنتاج الإسباني من نقص الأيدي العاملة.

ولكن، هل تعلم ما الذي يجب أن تضيفه العاملات إلى حقائبهن بجانب معدات العمل والملابس؟ كاميرا صغيرة، وليس فقط لتوثيق الحقول، بل لتوثيق أي تحرش أو اعتداء محتمل. لأن ما يحدث خلف تلك الحقول ليس مجرد جمع للفراولة، بل قصص عن الاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها العاملات، والتي أصبحت كأنها جزء من “شروط العقد”.

الآن، ومع توسع استقدام العاملات الموسميات، ربما سيتوجب على الإسبان التفكير في إضافة “التدريب على التعامل مع الكاميرات” بجانب التدريب على قطف الفراولة. من يدري؟ ربما تصبح الكاميرا “رفيقة العمل المثالية”.

وفي محاولة بائسة لتغطية هذا الجانب المظلم، تأتي جمعية “Freshuelva” لتحدثنا عن “مشاريع تجريبية لتحسين ظروف العمل”، وكأن هذه المشاريع ستنهي المعاناة بشكل سحري. لكن الحقيقة المرة تبقى هي هي، حيث يستمر التعاون بين المغرب وإسبانيا في توسيع عقود استقدام هؤلاء العاملات الفقيرات، وكأن حياتهن وعائلاتهن مجرد أرقام تُضاف إلى تقارير الإنتاج السنوية.

ومع كل عام، ترتفع أرقام العقود، ويبقى السؤال: متى سنرى “تحسينًا حقيقيًا” يتجاوز مجرد الكلام؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى