مجتمع

الحمام: رفاهية مائية نادرة في عصر التقشف، أو كيف تُعيد تعلم الاستحمام بالماء الساخن من دون ماء!

دابا ماروك

أوه، يبدو أن السلطات في الدار البيضاء قررت أن تدعونا جميعاً لعيش تجربة جديدة في عالم “التقشف المائي”، أو بالأحرى “الاستحمام بذكاء”! نعم، لقد سمعتم الأمر بشكل صحيح: الحمامات التقليدية سيتم إغلاقها لثلاثة أيام في الأسبوع، وكي لا يعتقد أحد أن القرار يستهدف فقط أولئك الذين يحبون الاستحمام بانتظام، فقد تم أيضاً منع غسل السيارات خلال هذه الأيام! وكأن السيارات لا تحتاج أيضاً إلى الشعور بالانتعاش!

ولكن دعونا نكون واقعيين، يبدو أن هذا القرار يهدف إلى إنقاذ الماء من السقوط في مصير غامض، وتجنب شبح الجفاف الذي يلوح في الأفق. وبالطبع، نحن جميعاً نعلم أن الماء ليس من الصعب العثور عليه في البيوت، فكيف يمكن للحمام التقليدي الذي يعتمد على المياه من الآبار أن يكون مصدر تهديد كبير؟ أو كما نقول، “غسل السيارة أفضل من غسل الجسم، لأنه أقل تعقيداً!”

لكن دعونا لا ننسى أن هناك أولويات أخرى، مثل: مياه الغولف التي تتدفق في المروج الخضراء، مسابح الفيلات التي تبدو كحلم في خيال الأغنياء، وأكيد، حديقة النباتات العجيبة التي تحتاج إلى مياه أكثر من بيوت الجميع مجتمعة. نعم، لأن النباتات يمكنها التحدث ومطالبتنا بجزء من الحصة المائية، أليس كذلك؟

وفي الوقت ذاته، تذكر السلطات أن أرباب الحمامات سيتحملون مسؤولية إضافية، بما في ذلك التأكد من التزامهم بمواعيد الإغلاق، وذلك لتجنب العقوبات. لذا، في المرة القادمة التي تجد فيها حمامك مغلقاً، يمكنك أن تقول لنفسك: “يا للرفاهية، إنها فرصة للعودة إلى أسلوب الحياة البسيط وتجربة الروائح الطبيعية!”

وأخيراً، ربما يمكننا جميعاً أن نتعلم من هذا الدرس، ونتبنى فلسفة جديدة: “من لم يستطع أن يسبح، يمكنه على الأقل أن يتعلم كيف يجفّف نفسه بأسلوب عصري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى