غاز البوتان في المغرب: دعم للفقراء أم تمرين في رياضة “الرفع الثقيل”؟
دابا ماروك
خرج الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، ليطمئن المغاربة: “لا زيادة في غاز البوتان حاليًا”. كلمة “حاليًا” هنا تبدو مثل تلك الجملة في الأفلام: “لا تقلقوا، الوحش نائم… لكنه قد يستيقظ في أي لحظة!”.
دعونا نُذكّر الوزير أن المغاربة لم ينسوا “القفزة الأولمبية” التي عرفها ثمن قنينة البوتان ذات يوم، حيث قفزت 10 دراهم دفعة واحدة وكأنها تحاول التأهل إلى مسابقة قفز الحواجز في أولمبياد الأسعار. ورغم أنها قفزة واحدة، إلا أنها كانت كافية لتشعل جيوب الفقراء وتجعلهم يحسبون تكلفة كل “طاجين” أو كأس شاي بحذر شديد.
في البرلمان، كشف لقجع عن الأرقام التي تجعل هذا الدعم يبدو وكأنه فيلم من إنتاج هوليوود: الفقراء يحصلون على 14% من الدعم، بينما الأثرياء يظفرون بـ27%. مشهد عبثي، أليس كذلك؟ كأن الحكومة تقول: “الفقراء للطاجين، والأغنياء للبخار”.
والحل؟ لقجع يدعو الحكومة والبرلمان للبحث عن “طريقة مثلى” لتوجيه الدعم إلى من يستحق. لكن المغاربة يعرفون أن البحث عن هذه الطريقة يشبه البحث عن كنز مفقود في صحراء مليئة بالوعود.
وفي هذا الوقت، يبقى السؤال: ماذا لو قررت الأسعار أن تأخذ استراحة قصيرة قبل القفزة التالية؟ أم أن المغاربة سيستمرون في ممارسة هوايتهم المفضلة: تذكر الأيام التي كانت فيها قنينة البوتان رمزًا للأمان الطاقي، قبل أن تتحول إلى “قنبلة” تهدد ميزانياتهم؟