المحمدية تذبح خضرتها: تحويل حديقة ولي العهد إلى مرآب ضخم لخدمة مشروع تجاري
م-ص
مشروع تهيئة كورنيش المحمدية الذي كلف ميزانية ضخمة قدرها 200 مليون درهم، والذي من الطبيعي أن يضفي قيمة مضافة على المنطقة الساحلية، يُشبه زينة براقة تخفي خلفها حقيقة مرة. فالأمر هنا ليس مجرد تطوير كورنيش، بل إعداد الساحة لاستقبال مشروع تجاري ضخم بجوار الشاطئ، ليبدو الأمر وكأننا نبني مدينة جديدة داخل المدينة، لكن بمفهوم “كل شيء للأعمال ولا شيء للطبيعة”.
أما المشروع الآخر، مرآب تحت أرضي، الذي جاء في الجهة الأخرى، فهو بكل وضوح لخدمة زبناء المشروع التجاري الضخم، وها نحن نجد أنفسنا أمام سيناريو أشبه بفيلم هوليوودي، حيث تتحول أكبر حديقة في المحمدية، حديقة ولي العهد، إلى مرآب ضخم، وكل ذلك على حساب المساحات الخضراء التي تعتبر المتنفس الوحيد لسكان المدينة.
تصوروا معنا، سكان المحمدية يستيقظون صباحاً ليجدوا أن حديقتهم التي كانت يوماً ما ملاذاً للراحة والاستجمام، قد تحولت إلى موقف سيارات عملاق. أليس هذا استفزازاً واضحاً لمشاعر الناس؟ كيف يمكن لمشروع تجاري أن يُفضل على بيئة نظيفة وصحية لسكان المدينة؟
نعود إلى السؤال المحير، من اتخذ هذا القرار؟ وكيف يمكن لأي شخص يمتلك ذرة من الضمير أن يقبل بإعدام المساحات الخضراء من أجل مشروع تجاري؟ أين هي المصلحة العامة وأين هو احترام البيئة وراحة المواطنين؟
في النهاية، نجد أن الأمر ليس مجرد تطوير أو تحديث، بل هو انعكاس واضح لأولويات مقلوبة تماماً، حيث تتحول المشاريع التجارية إلى آلهة تُعبد على حساب رفاهية وصحة السكان.
اللهم إن هذا لمنكر، اللهم إن هذا لمنكر، اللهم إن هذا لمنكر.