في موقعنا، نحن لا نغني، لأننا لا نُجيد المديح
محمد صابر
في عالم غارق في الضجيج، حيث تتردد الألحان وتتعالى الأصوات بحثًا عن الانتباه، نقف نحن على الضفة الأخرى. لا نغني، ليس لأننا نفتقر للصوت أو اللحن، بل لأننا نؤمن بالكلمة. الكلمة التي لا تهادن، الكلمة التي تقول لمن أحسن “أحسنت”، ولمن أساء “أسأت”، دون تزييف أو تحريف.
الكلمة: صوت الحقيقة
في وقت أصبحت فيه الألحان وسيلة لتلطيف الحقائق، وتحويرها أحيانًا، نحن نحمل الكلمة المقدسة كراية. الكلمة التي لا تتلون، والتي تنطلق من قناعة راسخة بأن الصدق في التعبير هو أعلى درجات الفن. ليست لدينا القدرة على التلحين أو الغناء، لكن لدينا القدرة على قول الحقيقة كما هي، دون رتوش.
الكلمة المقدسة: صوت الأثر
الكلمة المقدسة ليست مجرد جُمَل تُقال أو تُكتب، بل هي أداة تُحدث الأثر. هي الفعل الذي يتجاوز حدود اللغة، ليصل إلى جوهر النفس البشرية. الكلمات التي نقولها أو نكتبها تحمل معناها بوضوح، وتترك صداها في عقول وقلوب الآخرين. إنها كلمات تعكس الواقع، تُلهم التفكير، وتدعو للتغيير.
نحن لا نمجد، نحن نحاور
في زمنٍ ينتظر فيه الكثيرون تصفيقًا أو إشادة لتقديم الحد الأدنى، نرفض أن نكون جزءًا من جوقة المديح الجماعي. مهمتنا ليست التغني بالإنجازات، بل تقييمها بصدق. ليس دورنا أن نقدم الكلمات كأكاليل زهر لمن لا يستحق، بل أن نستخدمها كأداة للتحليل والنقد البناء.
المديح مسؤولية لا نجيدها
نحن نؤمن أن المديح عبء ثقيل، لا يجب أن يُمنح إلا لمن يستحقه. لذلك، لا نتقن هذه اللغة. نحن نُتقن الاعتراف بالجهود الجيدة والإشادة بها دون مبالغة، ونُتقن أيضًا مواجهة الأخطاء دون تردد. رسالتنا ليست التطبيل أو التهويل، بل البحث عن الحقائق وتقديمها كما هي.
الكلمة قوة التغيير
الكلمات التي نؤمن بها ليست أصواتًا عابرة، بل هي أفعال في حد ذاتها. كلمة واحدة صادقة قد تُغير مسارًا، تُلهم فكرة، أو تُحيي أملًا. في عالم مليء بالأغاني التي تُنسى سريعًا، تبقى الكلمة الحقيقية خالدة، لأنها تنبع من أعماق المعنى والصدق.
الختام
نؤكد أننا في موقعنا “دابا ماروك”، لا نُجيد المديح. لكننا نحمل الكلمة المقدسة كرسالة. رسالة تقول لمن أحسن “أحسنت”، ولمن أساء “أسأت”. نحن لا نبحث عن التصفيق، ولا نخشى النقد. نحن نبحث عن الحقيقة، ونُؤمن بأن الكلمة الصادقة هي أعظم أداة للتغيير. هذا هو صوتنا، وهذه هي رسالتنا.