“مول الشكولاتة” يُلخّص مستقبل التعليم: أسئلة غير متوقعة.. وأجوبة مؤجلة!
دابا ماروك
في مشهد لن يتكرر إلا في مسرح العبث، وقف وزير التعليم والرياضة أمام مجلس النواب، حيث طُرحت عليه أسئلة حول مهارات التلاميذ ومستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي. جلس التلاميذ المدعوون في القاعة بعيون متقدة من الأمل والإصرار، معتقدين أنهم سيحصلون على إجابات حاسمة تُبدد الغموض حول مستقبلهم. لكن، المفاجأة كانت أكبر مما تخيلوا.
فور سماع الأسئلة، بدأ “مول الشكولاتة” – لقب الوزير الذي صار يُتداول بين رواد مواقع التواصل – في “التلعثم المنهجي“، وهو فن جديد في السياسة المغربية، حيث يبدو المسؤول وكأنه يسترجع كلمات سر حسابه على الفيسبوك بدلًا من الإجابة. وبثقة مهزوزة قال: “الأسئلة لم تكن على بالي“. هكذا ببساطة، وكأن المجلس يُفترض أن يخبره بالأسئلة قبل أسبوع مع مذكرة توضيحية ونسخة “Draft” من الإجابات.
ولأن الابتكار هو شعار المرحلة، لم يكتفِ مول الشكولاتة بالتلعثم، بل اقترح حلًا “خارج الصندوق” قائلًا: “مستعد أن أجيب عنها كتابة لاحقًا“. بمعنى آخر، استراحة قصيرة لاستدعاء فريق الطوارئ لصياغة الردود، ربما بمساعدة الذكاء الاصطناعي نفسه الذي يدور النقاش حوله.
أما التلاميذ، فقد خرجوا من الجلسة يتساءلون: هل هذا هو الشخص الذي يُفترض أن يخطط لمستقبلهم؟ وهل الذكاء الاصطناعي أصبح ضروريًا ليس فقط للطلاب، بل أيضًا لتعليم الوزراء كيف يجيبون؟
الجمهور العريض، من جهته، انشغل بتحليل الموقف على طريقته. البعض اقترح أن يتم إدراج “الذكاء الاصطناعي” كمادة دراسية إجبارية.. ليس للتلاميذ، بل للوزراء الذين يجدون صعوبة في التعامل مع الأسئلة العفوية.
الخلاصة؟ في مغرب اليوم، حيث يتحدث الجميع عن مواكبة التكنولوجيا، يبدو أن الحل الوحيد لتطوير التعليم هو أن يشارك الذكاء الاصطناعي في صياغة أجوبة الوزراء قبل الاجتماعات. أما نحن، فلا يسعنا إلا أن نتساءل: إذا كان “مول الشكولاتة” قد عجز عن الرد على أسئلة التلاميذ، فكيف سيرد على تحديات تعليم أجيال المستقبل؟