دابا ماروك

في سابقة تاريخية لن ينساها عشاق الكرة، أعلن فريقا الرجاء والوداد عن خطة محكمة للتعامل مع مباراة الديربي القادمة. “الفرجة بدون فرجة” هو الشعار الجديد الذي سيؤطر اللقاء الذي طالما ملأ المدرجات وأشعل الحماس.

وفقًا للبلاغ المشترك، الذي يبدو أنه كتب بعد جلسة “عصف ذهني” مليئة بالابتكار، تقرر أن يُسمح لكل فريق بإحضار 20 شخصًا فقط لملعب العربي الزاولي. أجل، 20 شخصًا بالتمام والكمال، وكأن المباراة حفل عيد ميلاد خاص لا يحتمل الزحمة!

أما إذا نُظّمت مباراة الإياب في مركب محمد الخامس، فالحل بسيط: جمهور متساوٍ وعدالة صارمة في مداخيل التذاكر. يبدو أن “اقتصاديات الديربي” أصبحت مناهج تدرّس في مدارس الإدارة. لكن إذا تقرر إقامة اللقاء في ملعب آخر؟ لا بأس، سنعود إلى الخطة “العبقرية” الأولى: لا جمهور ولا صخب، كرة صامتة تناسب عصر التأمل الداخلي!

البلاغ لم ينسَ الإشارة إلى الجهود العظيمة التي بُذلت في الاجتماع التنسيقي بين ممثلي الفريقين ووالي جهة الدار البيضاء-سطات. اجتماع يمكننا أن نخمّن أنه تخلله اقتراحات من قبيل “ما رأيكم في إجراء المباراة على البلايستيشن؟”، أو ربما “لم لا نرسل النتيجة مباشرة ونتجنب كل هذه الدراما؟”

الخلاصة؟ ديربي الدار البيضاء هذه المرة لن يكون فقط “بلا جمهور”، بل بلا روح كرة القدم، وكأن الشغف الجماهيري أصبح تفصيلًا زائدًا في المشهد الرياضي. أما نحن، فسنكتفي بمشاهدة 20 شخصًا يتبادلون التحايا في ملعب فارغ، ونتساءل: هل نحن أمام مباراة أم حفل شاي خاص جدًا؟