مولا نوبة: رئيس جماعة الساحل يدخل في مباراة شطرنج مع القضاء وينتهي بـ”كش ملك”
دابا ماروك
قرر والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يوسف التازي أن يقول “كفى” لرئيس جماعة الساحل الشمالي، عبد الحميد الكنوني، ووضع نقطة النهاية لمسيرته الرئاسية الملحمية التي شهدت كل شيء عدا الانسجام. القرار جاء بعد تصويت 13 عضوًا من أصل 16 على عزله في دورة أكتوبر، وكأنهم يقولون له: “ديكارت قال أنا أفكر إذن أنا موجود، وحنا قلنا: نوقفوك إذن أنت ماشي رئيس”.
المراسلة: العزلة “تليق بك“
حسب مصادر موثوقة (والله أعلم!)، بعث الوالي التازي مراسلة إلى النائب الأول للرئيس يطلب فيها منه تحمل عبء تسيير المجلس مؤقتًا. نعم، مؤقتًا، لأن المحكمة الإدارية بطنجة تستعد لفتح ملف عزل الكنوني. هذا الأخير يبدو أنه يراهن على مقولة “القانون حبر على ورق”؛ إذ تجاهل حكمًا قضائيًا يلزمه إدراج نقطة إقالته في جدول الأعمال. من جهتها، تصر المحكمة على عكس ذلك، وكأنها تقول: “القانون حبر على المحكمة، وأنت الحبر لي فيك ناشف”.
مشادات كلامية: جلسة البرلمان أم مسرحية كوميدية؟
الجلسة شهدت مشادات ساخنة بين الرئيس، أعضاء المجلس، وممثل السلطة المحلية. الممثل بدا وكأنه يُحاول التذكير أن “حكم القضاء باسم جلالة الملك”، لكن الرئيس أجابه وكأننا في مشهد من فيلم مغربي رديء الإنتاج: “ما وصلني والو رسميًا”. النتيجة؟ الرئيس دخل في مباراة عض أصابع مع المجلس، والمجلس قرر اللعب بشروطه، وصوّت على العزل رغمًا عن أنفه.
رخص “استثناء”: الرئيس يبني والجماعة تهدم
الأزمة بدأت عندما أظهر الرئيس براعة غير مسبوقة في منح رخص البناء بالمقلوب، حيث يقال إنه قام بمنحها بطريقة “أحادية”، وكأنها كوب قهوة صباحي. المنصة الرقمية “رخص”؟ يبدو أنها بالنسبة له مجرد تطبيق آخر على الهاتف لا يتجاوز استخدامه إلقاء نظرة سريعة قبل تجاهله. الأعضاء، الذين ضاقوا ذرعًا بهذه الممارسات، قرروا تقديم ملتمس الإقالة، فالرئيس لا يسمع، ولا يرى، ولا يكترث.
خاتمة: إذا غاب القانون، حضرت الكوميديا
بهذه التطورات، يبدو أن جماعة الساحل الشمالي دخلت موسوعة أكثر المجالس “درامية” في تاريخ العمل الجماعي. قرار العزل بات أقرب من أي وقت مضى، فيما يتساءل الجميع: هل الرئيس سيصر على موقفه حتى النهاية، أم أن القصة ستنتهي بجملة واحدة منه: “كنّا كانضحكوا وصافي”؟
