شارع الصحراء المغربية في قلب الرياض: كابوس جزائري مزمن!
دابا ماروك
في خطوة لم يتوقعها أحد، ولم يتخيلها حتى أكثر المفكرين خيالاً، أقدمت السلطات السعودية على تغيير اسم أحد شوارع الرياض الهادئة، ليصبح “شارع الصحراء المغربية”. قد يبدو الأمر عادياً للوهلة الأولى، مجرد تغيير طفيف على لوحة شارع، لكنه تحول إلى موضوع عالمي ودولي ونكبة قومية في نظر الجزائر.
المفاجأة المدوية، والتي كأنها صفعة مباشرة، تكمن في أن هذا الشارع تحديداً هو نفس الشارع الذي تقع فيه سفارة الجزائر بالسعودية. نعم، تخيل عزيزي القارئ، الدبلوماسي الجزائري يسلك الطريق إلى سفارته يوميًا، عابس الوجه، ليجد نفسه مرغماً على المرور تحت لافتة تقول بكل وضوح: “شارع الصحراء المغربية”. ولربما، يضطر مرغماً لإملاء العنوان على سائق التاكسي، أو لأحد معارفه، ليقع في إحراج الكلمة المرة التي تذكره بالواقع: الصحراء مغربية.
فصل جديد من الإنكار الجزائري
في الواقع، يبدو أن قدر الجزائر هو أن ترفض الواقع، وأن تواصل العيش في وهمها التاريخي الأبدي. ها هي الجغرافيا تذكرهم مرة أخرى، بلافتة في قلب الرياض، أن الصحراء ليست كما يزعمون. المشهد أشبه بمسرحية كوميدية، حيث يخرج المسؤول الجزائري من السفارة محاولاً تفادي النظر إلى اللافتة التي أصبحت الآن جزءاً من روتينه اليومي. وربما نرى في المستقبل القريب صرحاً رسمياً من وزارة الخارجية الجزائرية، يندد ويشجب ويطالب بإعادة النظر في اسم الشارع، ويستنكر هذا “التعدي السافر” على مشاعرهم الجياشة.
خيالات دبلوماسية و”سيناريوهات مضحكة“
قد تصل الأمور إلى أن نسمع تحليلات من بعض “الخبراء” الجزائريين، الذين سيفسرون الأمر كجزء من “مؤامرة كونية” تهدف إلى تشويه سمعة الجزائر والتأثير على “كرامتها”. وربما، سنسمع أحدهم يتحدث عبر القنوات الرسمية عن “محاولات طمس الهوية الصحراوية” و”خيانة تاريخية” تقوم بها الرياض. وربما يطالبون بتغيير موقع السفارة “حفاظاً على هيبتهم الدبلوماسية”. ولا عجب إذا سمعنا أصواتاً تنادي بأن الجزائر تبحث عن شارع آخر في الرياض ليكون “بعيداً عن أي لافتة تحمل اسم الصحراء المغربية”.
مرحلة جديدة من الحساسية الوطنية الجزائرية
وفي خضم هذا الحراك، سيكون المواطن الجزائري هو الخاسر الأكبر، وقد تتأثر نفسيته أكثر مما كانت عليه سابقاً. فالجزائريون باتوا يعرفون أن موضوع الصحراء ليس إلا موضوعاً مغلقاً للعالم بأسره، وأن الأمر لا يحتاج لمزيد من الجدل. ومع ذلك، تستمر السلطات في فرض “قضية مقدسة” على الشعب، رغم أن العالم كله يرى عكس ذلك.
ماذا عن المستقبل؟ هل نرى “حركة احتجاجية”؟
إذا استمرت السعودية بإطلاق أسماء جديدة وشوارع متعددة تحمل “لمسات مغربية” في العاصمة، فلا نستبعد رؤية وفود جزائرية تتوجه إلى الرياض، مطالبةً “بأعلى درجات الاحترام” للحساسية الجزائرية. وقد يتحدث بعض المسؤولين الجزائريين عن “حقوق الشعب الجزائري في أسماء الشوارع”، مطالبين بإنشاء شارع في الدار البيضاء أو الرباط يحمل اسم “الصحراء الجزائرية” – رغم أن هذا مجرد حلم يصعب حتى تصوره.
النهاية الحتمية لمشاعر “الإنكار الأبدي“
يبقى لنا أن نودع أشقاءنا الجزائريين بعبارة صادقة، مفادها أن الزمن قد تغير، وأن الحقائق لا تُمحى بتجاهلها أو ببيانات تنديدية.