من حزب إلى آخر… مؤطر سياسي حديث العهد بطموحات وزارية وسجل لا يُنسى
دابا ماروك
في المشهد السياسي المغربي، لا مجال للاندهاش أو الاستغراب عند الحديث عن انتقال سياسي بين الأحزاب، حيث يتكرر ظهور شخصيات تغير انتماءاتها الحزبية بسرعة، خاصة في ظل تقارب الانتخابات. ومن هؤلاء شخصية حديثة العهد بالعمل السياسي، بدأت مشوارها بتقديم نفسها كـ”مؤطر” في حزب معين، حيث كانت تتنقل بين المدن المغربية لشرح أهداف الحزب وبرامجه، وترويج خطاباته وسط تجمعات سكانية، رغبةً في كسب دعم شعبي لصالح الحزب.
لكن مع مرور الوقت، وتغير معطيات الساحة السياسية، وجد هذا “المؤطر” نفسه في صفوف حزب آخر، حيث حصل على نفس الدور المؤثر والتوجيهي. وبينما يعتمد هذا الحزب الجديد على انضمام “المؤطر” بشكل يعكس أهمية خبرته وتواصله، يتساءل الكثيرون عن حقيقة هذا الانتقال السريع وعن الأسس التي بنى عليها “المؤطر” قراره في تغيير الانتماء، وخاصة أنه كان يمثل مصالح الحزب الأول بحرارة قبل وقت قصير.
الملفت هنا أن هذا الانتقال المتكرر بين الأحزاب ليس بالأمر النادر في السياسة المغربية؛ إذ غالباً ما يلجأ بعض الشخصيات إلى تغيير مواقفها وانتماءاتها كلما بدت فرصة أفضل في الأفق، سواء كانت متعلقة بمكانة اجتماعية أو منصب سياسي، أو ربما حتى طموح لشغل منصب وزاري. ومما يزيد من غرابة هذه القفزات السياسية، أن شخصية هذا “المؤطر” تحديداً معروفة بملفات وسوابق في مجال عملها الأصلي، مما يثير الشكوك حول استحقاقها لأدوار قيادية وسياسية كبيرة.
قد يبدو هذا هذا “المؤطر” مرشحًا للحصول على مناصب أعلى بكثير، وقد يرشح نفسه في المستقبل لتولي حقيبة وزارية أو مدير عام لمؤسسة أكبر منه بملايين الكلمترات، غير آبه بسجله السابق أو بما يحمله من تاريخ لا يُنسى. إن هذه التحولات تفتح باب النقاش حول مصداقية الأدوار السياسية، خاصةً عندما تكون الشخصيات المعنية غير مرتبطة فعليًا بمبادئ أو قيم حزبية ثابتة.