الجزائر: تهديدات جوفاء أمام سيف الماضي الفرنسي!
دابا ماروك
نشرت جريدة “لوبوان” الفرنسية مقالًا جاء فيه “احتفظوا بي أو سأفعل مصيبة!”: الهيمنة الجزائرية في مواجهة الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء.
عنوان الصحيفة قد أضحك الكثير من المراقبين: “احتفظوا بي أو سأفعل مصيبة!”
تصف هذه العبارة الساخرة التهديدات التي أطلقتها الجزائر بعد أن اعترفت فرنسا رسميًا بمغربية الصحراء، وهي تعكس نظامًا متخبطًا يسعى يائسًا لحفظ ماء الوجه على الساحة الدولية.
ومع ذلك، اختارت الصحافة الجزائرية، التي تتفاعل عادةً بعنف مع أي انتقاد، بشكل غريب أن تمر مرور الكرام على هذا المقال من “لوبوان”.
لماذا هذا الصمت المطبق؟ الجواب واضح: الجزائر تدرك تمامًا أنها لا تستطيع تحمل تصعيد مع فرنسا، التي تضغط عليها بلا رحمة، كما وصف أحد الكتّاب المطلعين.
هذا الرابط من التبعية ليس مصادفة. من جهة، الثروات والأموال التي جمعها كبار مسؤولي النظام، والتي تُخزّن بأمان في البنوك الفرنسية، تشكل سيفًا مسلطًا فوق رأس القيادة العسكرية. هذه الثروات هي دليل صارخ على الفساد الذي ينخر في قمة الدولة، وهو فساد يمكن أن تكشفه فرنسا في أي لحظة، مما destabilize السلطة القائمة.
ثم هناك اتفاقيات إيفيان، وهي إرث استعماري لا تزال تثقل كاهل الجزائر. هذه الاتفاقيات، التي غالبًا ما تكون غير معروفة للجمهور، تمنح فرنسا سيطرة خفية لكن فعالة على الموارد الطبيعية للجزائر، بما في ذلك ثرواتها المعدنية والطاقة. مع كل تهديد جزائري، لا يتعين على باريس سوى تذكير الجزائر بهذه الحقيقة لإعادتها إلى رشدها.
وأخيرًا، لا ننسى الوثائق والخرائط التاريخية التي تمتلكها فرنسا، والتي قد تستخدم لتسوية نزاعات إقليمية قديمة. الحدود المصطنعة التي رسمتها فرنسا الاستعمارية قد تُعاد النظر فيها، مما سيضر الجزائر بشكل كبير. إذا حدث ذلك، فإن المغرب وتونس ومالي والنيجر وحتى ليبيا سيكون لها الحق في المطالبة بأراضٍ تم انتزاعها منها بشكل غير عادل.
لذا، بعيدًا عن المبالغة الحربية، يجد النظام الجزائري نفسه في موقف يفرض عليه لعب بطاقة التهدئة، بينما يتآكل داخليًا أمام واقع جيوسياسي لا يصب في مصلحته. إن الاستنكار المسرحي من الجزائر ليس سوى صرخة يأس تحت غطاء الفخر الوطني.
تعليقنا
يبدو أن الجزائر في حالة من “الجنون الجيوسياسي” بينما تحاول الهروب من تحت تأثير “الأب الفرنسي”! وكأنهم يعتقدون أن تهديداتهم يمكن أن تغير الواقع، لكن الحقيقة أن فرنسا تحتفظ بمفتاح “خزنة الفساد” و”خرائط الاستعمار”، وكأنها تقول لهم: “لا تزعجوني، أو سأظهر لكم أين كانت حدودكم في الماضي!” عجيب كيف تحاول الجزائر الظهور بمظهر القوي بينما تتخبط في خيوط الماضي!