الأصدقاء الحقيقيون: كثيرون في الأوقات السعيدة وقليلون في الأزمات – دراسة حالة في المغرب
دابا ماروك
في الدول المتخلفة، تتجلى ظاهرة كثرة الأصدقاء في أوقات الرخاء وندرتهم في الأزمات بوضوح. عندما يكون الشخص في حالة من النجاح أو السعادة، قد يتوافد عليه الكثير من الأصدقاء والمعارف. هؤلاء الأشخاص يظهرون اهتمامًا ويشاركون في مناسبات الشخص السعيدة، مما يخلق انطباعًا بأن العلاقات الاجتماعية قوية ومزدهرة.
لكن الواقع يكشف جوانب أخرى عندما يواجه الشخص صعوبات أو أزمات. في هذه اللحظات الحرجة، يتضح من هم الأصدقاء الحقيقيون الذين يقدمون الدعم الفعلي والمساعدة؛ حيث يندر أن تجد العديد من هؤلاء الأصدقاء الحقيقيين في الأوقات الصعبة، في وقت يتراجع الكثيرون إلى الخلف ويكتفون بالمراقبة من بعيد.
في الدول المتخلفة، تكون الأزمات أكثر شيوعًا نتيجة للضغوط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. هذه الظروف قد تجعل الناس أكثر انشغالاً في حل مشاكلهم الشخصية، مما يقلل من قدرتهم على تقديم الدعم للآخرين. إضافة إلى ذلك، قد يكون هناك تباين كبير بين العلاقات الاجتماعية التي تُبنى على المصلحة الشخصية وتلك التي تقوم على الدعم الحقيقي والصداقة القوية.
عندما يتعرض الشخص لأزمة، يظهر الفرق بين الأصدقاء الحقيقيين والأصدقاء الظاهريين. الأصدقاء الحقيقيون هم أولئك الذين يلتزمون بالدعم والمساعدة حتى في الأوقات الصعبة، بينما الأصدقاء الظاهريون قد يتجنبون التورط في المشاكل، مما يجعل الأصدقاء الحقيقيين أكثر قيمة ونُدرة.
فهم هذه الظاهرة يعكس الحاجة إلى بناء علاقات قائمة على الصدق والدعم المتبادل، وليس فقط على المظاهر والظروف السطحية. من خلال تعزيز قيم الصدق والوفاء، يمكن تحسين جودة العلاقات الاجتماعية وتوفير شبكة دعم قوية للأوقات الصعبة.