فن وثقافة

راحلة

تُعتبر المبدعة عائشة خشابة واحدة من الأصوات الأدبية التي تتناول بحساسية متفردة مواضيع الحب والفقد والبحث عن الذات. قصيدتها “راحلة” تعكس عالماً داخلياً عميقاً، حيث المشاعر تتأرجح بين الهروب من الألم والبحث عن العزاء في الوحدة. تبرز خشابة قدرتها على تصوير حالة نفسية مركبة، تمزج فيها بين الصمود والرغبة في الهروب، وهو ما يجعل نصوصها مزيجًا من التحدي والهشاشة الإنسانية.

القصيدة تترك انطباعًا قويًا بالهروب من الحب كنوع من الحماية الذاتية من الألم. تظهر بوضوح حالة نفسية مرهفة، فيها تضارب بين الرغبة في الابتعاد والخوف من البقاء وحدها. كل كلمة في القصيدة تبدو محملة بمعانٍ ثقيلة تشي بفقدان الأمل، لكنها تحمل أيضًا شعورًا غير مباشر بالصمود والمواجهة مع الذات.

أبرز عناصر الجمال في القصيدة:

  1. التكثيف اللفظي: استخدمت خشابة كلمات قليلة، لكنها مشحونة بمعاني كبيرة. الانتقال من “الرحيل” إلى “الانتحار على باب الحب” يعكس إحساسًا عميقًا بالخسارة واليأس.
  2. التكرار: تكرار فكرة الرحيل والهروب يعزز الشعور بالانفصال التدريجي عن الحب والمحيط.

التضاد: هناك تضاد واضح بين “النور” و”بقايا الأحلام اليابسة”، مما يعكس الفجوة بين الحلم والواقع.

عائشة خشابة

يكفي أن أشعر

أنك تنوي الإبتعاد

كي أبتعد

فما عاد يخيفني الرحيل

هاربة أنا من الحب

منتحرة على بابه

منسية على الطرقات

أغار من عيون رأت النور

أتسول بقايا أحلام يابسة

وفي المساء

ألملم شظايا الأمل

وأعود من حيث أتيت.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى