دفاتر قضائية

تحت الأضواء: كيف ستغير الشهادة مصير هشام أيت منة؟

دابا ماروك

يبدو أن هشام أيت منة، الرجل الذي تقلد العديد من المسؤوليات في أوقات متعاقبة، قد وجد نفسه في قلب عاصفة لم يكن يتوقعها. بعد أن ظل رئيسًا لجماعة المحمدية ونائبًا برلمانيًا عن دائرة المحمدية، ورئيسًا حاليًا لفريق الوداد البيضاوي، ها هو اليوم يعيش لحظات من القلق والتوتر، حيث تم استدعاؤه كشاهد أمام المحكمة في قضية صديقه النصيري، الذي يقبع حاليًا في سجن عكاشة.

إنه حديث التعلق بكرة القدم والسياسة، حيث لم يكن منخرطًا في أي حزب سياسي، إلا إذا استثنينا قبيل دخوله معترك الانتخابات. ألا تذكرون عندما كان يُعتبر ‘الظاهرة’ في عالم كرة القدم والسياسة؟ تلك الأيام التي كان يتجول فيها برفقة النصيري، الصديق الذي تحولت صداقته إلى عبء ثقيل على كاهله. يبدو أن علاقة الصداقة هذه لم تكن سوى كذبة تدغدغ أحلام الجماهير، بينما تنكشف اليوم حكايات من الفساد.

الآن، يتساءل الجميع عن الأسئلة التي سيطرحها دفاع المتهمين على أيت منة. هل سيكون قادرًا على الهروب من خيوط هذه الشبكة المعقدة؟ هل سيكشف المزيد من الحقائق، أم سيكتفي بالتحفظ على تفاصيل قد تُعرضه لمشاكل جديدة؟

في الوقت الذي يفاخر فيه البعض بأنهم سيستمرون كما بدأوا، ويعبرون عن ثقتهم بأن مصيرهم لن يتغير، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستظهر الحقائق في المحكمة، وستكون هناك فصول جديدة من هذه الدراما السياسية؟ أم سيتمكن أيت منة من النجاة من تبعات هذه القضية الملتبسة، ويستمر في حياته كأن شيئًا لم يكن؟

يمكننا الإشارة في هذا السياق إلى أنه عندما كان رئيسًا لشباب المحمدية، اشتهر بعبارة ‘ممشاتش في الخلا’ تعبيرًا عن سعادته بانتصار الوداد على الشباب. وكان حينها صديقًا للنصيري، الذي هو موضوع المحاكمة اليوم. فهل كانت شجاعة أيت منة أم تسرعه في الوصول إلى المناصب هي السبب وراء هذا الاستدعاء؟ وفي الوقت الذي يراقب فيه الناس هذه المسرحية الساخرة، يبقى لنا أن ننتظر لنرى إن كان البطل سيخرج من هذا المأزق، أم أنه سيكتب اسمه في سجلات السقوط المذهل..

في النهاية، دعونا نتأمل في هذه القصة المتشابكة التي تذكرنا أن الأبطال قد يسقطون في أي لحظة، وأن المسرح السياسي مليء بالأسرار والمفاجآت. فهل سيكون هشام أيت منة أحد هؤلاء الذين تلاحقهم فضائح الماضي، أم أن لديه القدرة على النجاة من طوفان المشاكل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى