سياسة

الجزائر في صدمة: موريتانيا تختار الواقعية وتتجاهل أحلام البوليساريو

دابا ماروك

في مشهد كوميدي آخر من الساحة الدبلوماسية الإفريقية، كان الرئيس الموريتاني ورئيس الاتحاد الإفريقي، محمد ولد الشيخ الغزواني، يقدم خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبينما كان الجميع يتوقع أن يدافع عن “حلم” الجزائر والبوليساريو بإقحام الاتحاد الإفريقي في ملف الصحراء المغربية، قرر الرجل كسر القاعدة وابتعد عن السيناريو المتوقع، قائلاً بكل هدوء: “نحن ندعم جهود الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن”. وكأنه يوجه رسالة ضمنية: “دعونا نترك هذه القصة لمن يهمهم الأمر فعلاً”.

تخيلوا الصدمة في الجزائر والبوليساريو! كانا يعولان على ولد الشيخ الغزواني ليعطي دفعة جديدة لأوهامهم، لكن خطابه جاء كصفعة على وجوههم المندهشة. كيف لرئيس الاتحاد الإفريقي ألا يذكر هذا الملف الأسطوري؟ كيف له أن لا يرفع راية الدفاع عن ما يسمى بـ “الصحراء الغربية”؟

البوليساريو لم تتأخر، فأطلقت وسائلها الدعائية الغاضبة، وبدأت الهجوم على الرئيس الموريتاني، وكأنها تقول: “كيف تجرؤ؟” زعموا أن عدم مطالبته بدور للاتحاد الإفريقي يعني “الارتماء في أحضان المغرب”. نعم، تماماً هكذا: لأنك إذا لم تقحم الاتحاد الإفريقي في ملف الصحراء، فأنت بالتأكيد في رحلة بحرية رومانسية مع الرباط!

ولكن الحقيقة التي تبدو مُرّة للبعض في الجزائر والبوليساريو هي أن موريتانيا ببساطة اختارت الواقعية. فالإسقاط المذهل لدور الاتحاد الإفريقي في هذا الملف هو انتصار جديد للمغرب، خاصة وأن ولد الشيخ الغزواني، كرئيس للاتحاد الإفريقي، قدم خطابه دون أن يزعج نفسه بدخول متاهات سياسية عفا عنها الزمن.

وهكذا، يتواصل مسلسل الهزائم الدبلوماسية للجزائر وجماعتها الوهمية، فيما يظل المغرب ثابتاً في موقفه، محققاً انتصارات جديدة في كل محطة دبلوماسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى