المتقاعدون في المغرب: صرخة من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية
دابا ماروك
في صباح يوم الثلاثاء فاتح أكتوبر 2024، اجتمع عدد من المتقاعدين أمام البرلمان في الرباط، يحملون لافتات وشعارات تعكس معاناتهم، تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للمسنين. كانت هذه الوقفة الاحتجاجية بمثابة صرخة مدوية تُنادي بحقوق فئة تعيش بين طيات النسيان، رغم أنها ساهمت في بناء المغرب الحديث.
أوضاع متردية وعزلة مجتمعية
رفع المتقاعدون أصواتهم مُستنكرين الأوضاع المزرية التي يعيشونها، حيث توافدوا من مختلف الجهات للمطالبة بحقوقهم المشروعة. إن تجميد معاشاتهم يُعتبر “وصمة عار على جبين الحكومة”، كما وصفوها، خاصة أن العديد منهم يعانون من أمراض مزمنة ولا يملكون أي مصدر آخر للدخل سوى معاشاتهم الهزيلة. لقد كانت هذه الاحتجاجات دعوة لإعادة النظر في السياسات الاجتماعية التي تعصف بمصالح المتقاعدين.
الإقصاء من الحوار الاجتماعي
لم يخف المشاركون في الوقفة استيائهم من الإقصاء الذي لحق بهم في الحوار الاجتماعي ومخرجاته. يُعدّ هذا الأمر تجسيدًا واضحًا لتهميش فئة بذلت جهدها من أجل الوطن، ولكنها اليوم تجد نفسها مهمشة، تعاني من قلة الحيلة، وتعيش أوضاعًا تُنذر بالخطر. كان من الواضح أن المشاركين يرون في هذا التهميش ضربًا لكرامتهم، حيث كان لهم الفضل في بناء المؤسسات والدولة.
تحدي النسيان واستمرارية النضال
أكد المتقاعدون أنهم لن يتوقفوا عن الاحتجاج والنضال من أجل حقوقهم، على الرغم من تقاعدهم عن العمل. فقد عُقدت العزيمة على الاستمرار في المطالبة بالعدالة الاجتماعية ورفع المعاناة عن كاهلهم. رسالتهم كانت واضحة: “نحن تقاعدنا عن العمل، لكننا لم نتقاعد عن النضال”.
مطالب ملحة للعدالة والكرامة
تتضمن المطالب التي يرفعها المتقاعدون زيادة المعاشات بما يتناسب مع غلاء المعيشة، ضمان العيش الكريم، ورفع كل أشكال التهميش والإقصاء. كما طالبوا بإلغاء الاقتطاعات الضريبية عن المعاشات، وزيادة تمثيلهم في المجالس الإدارية لصناديق التقاعد. ليس فقط ذلك، بل إن تحسين جودة الخدمات الاجتماعية والصحية لهم يُعد من المطالب الأساسية، حيث يرغبون في الحصول على خدمات تفضيلية تُكرم عطاءاتهم السابقة.