سياسة

الأحزاب المغربية: سيرك الوعود الكاذبة والوجوه التي لا تُهزم!

دابا ماروك

من قال إن السياسة ليست فنونًا جميلة؟

لدى كل حزب مغربي برنامج انتخابي يشبه لوحة فنية ملونة، مليء بوعود براقة لا أحد يعرف مصدرها أو كيف ستتحقق. وتماماً مثل تلك اللوحات التي لا تُعرض إلا في مناسبات خاصة، هذه الوعود تختفي بمجرد انتهاء الانتخابات. فلا مشاريع اقتصادية ضخمة، ولا طرق سيّارة تربط بين القرى المنسية، ولا حتى “واي فاي مجاني في كل بيت” كما زعموا!

الحزب الحاكم اليوم، المعارضة غدًا

ما يثير الضحك حقًا هو قدرة الأحزاب المغربية على التحول بمرونة مدهشة بين الموالاة والمعارضة، وكأنها تلعب لعبة “الكراسي الموسيقية”. كلما جاءت انتخابات جديدة، يبدأ “حزب اليوم” في انتقاد سياسات الحكومة وكأنه لم يكن جزءًا منها منذ يومين! والجميل في الأمر هو أن الجميع، من الناخبين إلى السياسيين أنفسهم، يتظاهر بأن هذا شيء طبيعي جدًا.

الوجوه القديمة، الوعود الجديدة!

واحدة من النكات الكبيرة هي تلك الوجوه التي لا تتغير أبدًا. رؤساء الأحزاب، شيوخ السياسة، يمضون عقودًا في نفس المنصب، يحاربون على نفس الجبهة، بنفس الوعود التي قدموها في السبعينات! وفي كل انتخابات، يتجدد شبابهم كما لو أن السياسة في المغرب هي ينبوع الحياة الأبدي.

تحالفات اللحظة الأخيرة: هل من مزيد؟

حين نتحدث عن التحالفات السياسية في المغرب، نتحدث عن شيء يشبه “بازار التحالفات”. فجأة، ترى أحزابًا كانت تتبادل الشتائم السياسية والاتهامات بالخيانة تتحالف لتشكيل حكومة! كل شيء يحدث بسرعة البرق. مثلما لو أنك شاهدت مباراة في كرة قدم حيث يسجل الفريق هدفًا ذاتيًا، أي بنيران صديقة، ثم يحتفل وكأنها كانت خطة مسبقة.

الوعود التنموية الكبرى: حلم أم فانتازيا؟

الحديث عن المشاريع التنموية هو دائمًا الجزء الأكثر كوميدية. في كل موسم انتخابي، تتحول مدن المغرب الصغيرة إلى مشاريع “دبيات” مصغرة في البرامج الانتخابية، ولكن الواقع على الأرض مختلف تمامًا. في النهاية، تتحقق “مشاريع التنمية” فقط في شكل المزيد من الجدل السياسي والحوارات العقيمة.

سياسة بمذاق الكسكس

السياسة في المغرب تشبه الكسكس، وجبة مغربية عريقة، لكنها مليئة بالحشو والكثير من “المطيبات”. الجميع يحاول أن يظهر أن لديه أفضل وصفة، لكن النتيجة غالبًا ما تكون وجبة خالية من النكهة الحقيقية. في النهاية، يعود الجميع إلى منازلهم، يشكون من أن الطعام كان بلا طعم، لكنهم مستمرون في تناول نفس الوجبة الانتخابية في كل مرة.

في النهاية، المشهد الحزبي في المغرب ليس سوى سيرك سياسي حيث الجمهور يعرف أن كل شيء مسرحي، لكن لا أحد يتوقف عن المشاهدة. ومهما تغيرت الحكومات والأحزاب، يبقى العرض مستمرًا والوعود مجرد أغانٍ ترددها الأحزاب بينما يرقص المواطنون على إيقاع الصبر الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى