مفاجآت في سماء تطوان: نادي المغرب التطواني وتقلّبات الرئاسة
دابا ماروك
تطوان، المدينة الجميلة والهادئة، تبدو كأنها تعيش مسلسلًا دراميًا جديدًا، ولكن هذه المرة ليس على شاشات التلفاز، بل في أروقة نادي المغرب التطواني. فبعد ترقّب كبير، وبعد أن ظن الشارع التطواني المتابع للشأن الكروي أنه سيشهد حلقة جديدة من مسلسل “رفض الرئاسة” الذي كان بطله “يوسف أزروال”، فجّر الأخير مفاجأة من العيار الثقيل بقبوله منصب الرئيس! وكأننا أمام نهاية غير متوقعة لفيلم سينمائي يشوبه الغموض والإثارة.
وربما يتساءل البعض: لماذا هذا التحوّل المفاجئ؟ الإجابة البسيطة: مستثمر إسباني ظهر فجأة على الساحة، وكأنه فارس على جواد أبيض، ليعلن عن نيته تحمل مسؤولية الرئاسة وإنقاذ النادي من الأزمة المالية الخانقة. تلك الأزمة التي تتراكم فيها الديون عامًا بعد عام، حتى باتت بالمليارات، أو كما يقال في تطوان: “بحال ديون القايد لي ما عندهاش حدّ ولا قياس!”
وفي ظل هذه الأجواء المحتدمة، أعلن المكتب المسير للنادي عن تنظيم جمعه العام مساء الأمس في أحد الفنادق الفاخرة بالمدينة، ولكن كما هو متوقع، لم يكن الحدث خاليًا من الدراما. فقد شهد تخبطًا وإرباكًا كبيرين، مع بعض الاتصالات الهاتفية المثيرة التي كشفت عن تدخلات خلف الكواليس، أشبه بمكائد “حريم السلطان”. ومن الواضح أن هناك عددًا من المتدخلين كانوا يلعبون بأوراق خفية في هذا الحدث المحلي.
لكن، وكما هو الحال في أي مسلسل جيد، جاءت المفاجأة الكبرى عندما تم تأجيل الجمع العام بسبب “عدم اكتمال النصاب القانوني”. هذا الأمر حدث بسبب الغياب “المتعمد” لبعض المنخرطين ومناصري الفريق، الذين فضلوا الجلوس في المقاهي ومتابعة الأحداث من بعيد، تاركين القاعة ممتلئة بأعضاء جدد لا يعرفهم أحد، في غياب ملحوظ لممثل العصبة المغربية لكرة القدم. وكأننا في مشهد من مسرحية “الوجوه الجديدة في المدينة”!
والآن، تظل أوضاع فريق المغرب التطواني العتيد عالقة بين مئات من علامات الاستفهام. لماذا تم إقصاء المستثمر الإسباني؟ ولماذا غاب ممثل العصبة عن هذا اللقاء المثير؟ كلها أسئلة سنترك الأيام القليلة القادمة تكشف لنا أجوبتها، أو ربما ننتظر موسمًا جديدًا من هذه السلسلة الكروية المشوقة.