استنكار الجزائر لاعتراف فرنسا بسيادة المغرب على أراضيه الصحراوية: كوميديا سياسية بامتياز

دابا ماروك

في حدث قد يبدو للوهلة الأولى جادًا ومهماً، خرجت الجزائر باستنكار شديد لاعتراف فرنسا بسيادة المغرب على أراضيه الصحراوية من خلال الحكم الذاتي. وإذا كانت السياسة أحيانًا تقترب من الكوميديا، فإن هذا الحدث يشكل نموذجًا رائعًا لكيفية امتزاج السخرية والجدية في عالم الدبلوماسية.

بدأت القصة بتصريح رسمي من الجزائر يعبر عن “الدهشة” و”الاستنكار” للاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على صحرائه. وقد جاء في البيان: “نحن مستاؤون جداً من هذا الاعتراف المفاجئ لفرنسا بسيادة المغرب على أراضيه الصحراوية. كيف يمكن لفرنسا أن تتخذ هذا القرار دون التشاور معنا؟ نحن الجار الأقرب، ولنا رأي في كل ما يتعلق بالمنطقة، حتى لو لم يكن لنا علاقة مباشرة بالأمر!”

لا شك أن الجزائر ترى نفسها كوصي على المنطقة، لذا فكل ما يحدث في الصحراء يجب أن يكون تحت مجهرها الحاد. ربما تكون الفكرة هي أنه إذا كنت جارًا، فأنت تلقائيًا مستشار غير رسمي في كل الأمور. قد يبدو هذا مضحكًا، ولكن الجزائريين يأخذونه على محمل الجد.

في خطوة تعبر عن الصدمة، ربما تتخيل أن المسؤولين الجزائريين يقفون أمام الخريطة، يشيرون إلى الصحراء المغربية ويسألون: “كيف حدث هذا دون علمنا؟”. ربما يعتقدون أن العالم يجب أن يتوقف ويستشيرهم قبل اتخاذ أي قرار، حتى لو كان القرار يتعلق بسيادة دولة أخرى على أراضيها.

في البيان الجزائري، تساءل المسؤولون عن “أين التنسيق الدولي؟”. يبدو أن الجزائر تعتقد أن كل القرارات يجب أن تكون منسقة مع الجميع، وربما يتضمن هذا حتى تنسيق مواعيد غداء المسؤولين.

قد يتساءل البعض عن الخطوات المقبلة للجزائر. هل سيطالبون بإعادة النظر في الاعتراف؟ أم سيقدمون بيانًا آخر يعبر عن “إحباطهم العميق”؟ يمكن أن تكون الخطوة التالية هي دعوة إلى اجتماع طارئ لجميع الدول، لمناقشة كيف يمكن للعالم أن يتخذ قراراته دون العودة إلى الجزائر أولاً.

استنكار الجزائر لاعتراف فرنسا بسيادة المغرب على أراضيه الصحراوية يشكل نموذجًا لكوميديا السياسة الدولية. قد يبدو الأمر جديًا في البداية، ولكنه يكشف عن جانب ساخر ومضحك في نفس الوقت. ربما يكون الدرس هنا هو أن السياسة أحيانًا تحتاج إلى قليل من الدعابة، حتى في أكثر اللحظات جدية.