طلبة الطب يرفضون التشخيص الحكومي: مقاطعة دراسية بنكهة السخرية!
دابا ماروك
في ظل تجاهل الحكومة لمطالبهم، يبدو أن طلبة الطب والصيدلة قرروا أن يسلكوا طريق المقاطعة المستمرة وكأنهم يقولون: “إذا كنتم مصرين على التجاهل، فنحن سنمارس نفس الهواية!”.
الطلبة اليوم لا يكتفون بالصمت، فهم يمتنعون عن حضور المحاضرات وكأن المحاضرات أصبحت حفلة عيد ميلاد لا تُدعى إليها إلا إذا كان لديك هدية من نوع خاص! حتى الامتحانات الاستدراكية، التي عادةً ما تكون فرصة للنجاة الأكاديمية، لم تسلم من هذه المقاطعة، وكأنهم يقولون: “لماذا نكافح للحصول على درجات في نظام لا يكترث لمطالبنا؟”.
وفي مشهد يعيد إلى الأذهان أفلام الثورة، فإن طلبة الطب بمختلف كليات المملكة رفضوا إجراء الامتحانات الاستدراكية ليوم 5 شتنبر، بنسبة مقاطعة تجاوزت 90%. ربما يتساءل البعض: “وماذا عن الـ10% الباقية؟” هؤلاء إما نسوا المقاطعة أو ربما كانوا في حاجة ماسة لتجربة الحظ مرة أخيرة في امتحان يبدو أنه مجرد ورقة رمزية.
من الواضح أن الطلبة لم يعودوا يعيرون اهتمامًا لطرق الاحتجاج التقليدية. هم لا يريدون الحوارات المتكررة التي تنتهي غالبًا بوعود جوفاء. إنهم يرفضون بشكل ساخر هذه “الامتحانات” التي قد تكون وسيلة لاختبار صبرهم أكثر من اختبار معرفتهم الطبية. وكأن لسان حالهم يقول: “إذا لم تكونوا على استعداد لمعالجة مشاكلنا، فلن نكون مستعدين لمعالجة مرضاكم في المستقبل!”.
الحكومة، وكأنها تتابع الأمر عن بعد، تتعامل مع هذا التحدي وكأنهم يتفرجون على مباراة كرة قدم طويلة الأمد. تنتظر حتى يسقط الفريق الآخر من الإرهاق أو الملل. ولكن الطلبة على ما يبدو، قرروا أنهم لن يسقطوا بسهولة. فلا شيء سيوقفهم، حتى الامتحانات نفسها أصبحت وسيلة للرفض الساخر، ربما لأنهم يعرفون أن التعليم الذي ينشدونه ليس مجرد درجات في امتحانات، بل نظام يستجيب لاحتياجاتهم وطموحاتهم.
في النهاية، يمكننا أن نتساءل ما إذا كانت هذه المقاطعة ستحقق مبتغاها أم لا. لكن الشيء الأكيد هو أن طلبة الطب والصيدلة قرروا أن يكونوا أطباء ليس فقط للجسد، بل للضمير المجتمعي أيضًا، حيث يحاولون علاج الجهل الإداري بنفس الدقة التي سيعالجون بها المرضى في المستقبل.