مسرحية احتجاجية أمام وزارة العدل: مطالب مؤجلة وحكومة في وضعية المتفرج
دابا ماروك
صباح اليوم الأربعاء، شهدت قوات الأمن حدثًا مميزًا أمام مقر وزارة العدل، حيث قررت جحافل موظفي وزارة العدل المشاركة في عرض مسرحي جماعي تحت عنوان “نزهة احتجاجية فاشلة”. حيث كان هؤلاء الموظفون، الذين أتوا من جميع أنحاء المغرب تلبية لدعوة النقابة الديمقراطية للعدل، على وشك أن يتحولوا من “متظاهرين واقفين” إلى “متظاهرين مشّائين” صوب مقر وزارة الاقتصاد والمالية، لولا أن “المخرج” قرر منعهم من تغيير المشهد!
المحتجون رفعوا شعارات تتحدث عن “انعدام الإرادة الحقيقية” لدى “أبطال” الحكومة في حل مشاكلهم العالقة، مطالبين باحترام حريات التعبير والتظاهر التي هي مجرد “ديكور دستوري” في مشهد المسرحية السياسية. ولم ينسوا أيضًا أن يطالبوا بإخراج “النظام الأساسي” لكتابة الضبط، ذلك النظام الذي تم الاتفاق على نصه منذ فترة طويلة، لكن يبدو أن “الحكومة” فقدت النص أو ربما نسيته في درج ما.
ورغم منعهم من المسيرة، لم يتوقف هؤلاء “الممثلون” عن رفع لافتات تتهم الحكومة بالانسجام “المتقطع” مع مسار الحوار القطاعي، مشددين على ضرورة تحمل المسؤولية الكاملة، وكأن الحكومة تحتاج إلى تذكير دائم بأنها على المسرح وليست في الكواليس.
أما النقابات، فقد أصبحت تتقن دورها في هذه المسرحية المتواصلة منذ أكثر من عام، من خلال الإضرابات المتتالية والاحتجاجات التي يبدو أنها قد تحولت إلى “عرض يومي”، في انتظار إخراج النظام الأساسي الذي سيجعل الجميع يتنفس الصعداء، أو هكذا يأملون!
هكذا كان العرض المسرحي لهذا اليوم، ولا يزال الجمهور يترقب الفصول القادمة في هذه الدراما المستمر.
