وخزة: واقع مر
م-ص
يحكي الراوي والعهدة عليه، أنه كان في جلسة لا داعي للنبش فيها، فسأل جليسه الذي لم يكن سوى مقاولا، لماذا الغش في إنجاز الأشغال. ودون تفكير أو تحفظ، أجابه الرجل، كيف يطلب الشعب الإتقان والجدية في العمل، وأنت تشتغل مع أناس بعيدين عن الجدية بعد السماء عن الأرض.
وأضاف، “إن كتب لك أن تشتغل مع جماعة مثلا، فالرئيس يطالب بحقه في الصفقة، ومدير المصالح يبحث عن الانفراد بك، والمهندس المكلف بمراقبة الأشغال يتجشم مشاق التنقل حتى ولو كنت بعيدا عنه، من أجل حلب حصته ولن أتكلم عن بعض الموظفين خارج أسوار بناية الجماعة، الذين يشتغلون في المحطة الأخيرة التي منها تمر القيمة المالية للصفقة. أمر ينطبق على باقي كثرة المؤسسات العمومية وحتى في بعض المؤسسات الخاصة. كيف يمكن أن أكون جديا وأنا أتعامل مع أناس يفتقرون إلى الضمير، حيث لا حياء ولا حشمة. فهل تطلب مني أن أعكر أمزجة هؤلاء الخونة، من أجل تدمير حاضري ومستقبلي. فمن خلال عملية حسابية، تتضح كل الأمور، حيث لا يشترطون المعايير القانونية بقدر ما يشترطون تغطية الواجبات الدراسية لأبنائهم ومصاريف البذخ وما أرادوا من مال يقال إنه سهلا، وقد أعد أصلا من أجل خدمة المصلحة العليا للبلاد والعباد، بل وحتى بعض المفتشين يجب أن يخضعوا للتفتيش. إذن، أنا مكره لا بطل، وأعرف أن بعض الحملات المحتشمة تفيد أن (اللي حصل يودي)”.
انتهى كلام الرجل ولكم حرية التعليق في بلد يخطو خطوة إلى الأمام وعشر إلى الوراء.