صرخة مهاجر مغربي: لا تقتلوا فينا حب الوطن
وصلتنا رسالة من أحد الأصدقاء المغاربة، الذي يشتغل بفرنسا، حيث درس دراسته الجامعية وحصل على الدكتوراة في مجال الطب، واستقر هناك. نختصر رسالته مع العذر في التصرف فيها وننشرها فيما يلي:
“بداية، أنا لست خائنا ولا أحب الخونة. أود بكل بساطة في رسالتي الموجهة إلى كبار المسؤولين المغاربة، أن أؤكد لهم أننا لسنا في حاجة إلى “كرطيات” ولا ل”كريمات” ولا لبقع أرضية سواء في طنجة أو في لكويرة.
أريد كما يريد باقي المهاجرين والمهاجرات في كل دول العالم معاملة حسنة في الحدود، ولا داعي ل “تخراج” العينين في وجه من لا يحمل بطاقة التعريف الوطنية، لأن المعاملة الحسنة تساهم في تحبيب البلاد في نفوس المغاربة. أطلب التعجيل في البث في الملفات القضائية التي يكون فيها أحدنا طرف، لأن ظروف العيش بالخارج تشجع النصابين على التطاول على حقوقنا بالبلد.
أريد أن تتحسن ظروف العيش بالمغرب، وأن تستمر الحملات التطهيرية ومحاكمات رموز الفساد، كيفما كان موقعهم، وان تختفي ظاهرة التسول بالشوارع والأماكن العمومية، سيما وأن بعض الربورتاجات أتبثت أن غالبية أبطال الظاهرة ليسوا معوزين، وإنما يمارسون مهنة غير مرخصة في غفلة من القانون، ويسيئون لنا جميعا.
أطلب كما يطلب غيري من المغاربة الغيورين، تعيين وزير ثقافة ترعرع في الدروب مع أولاد الشعب، غير ملون وغير مقرب من حكومة الظل. ولا تطارده أخبار عن الصفقات المشبوهة وغير المشبوهة. نطلب جميعا وضع رجل مسؤول فصيح وله ثقافة عالية ورجل تواصل ويتقن كثرة اللغات، لأن هذه الحقيبة بالذات شبيهة بوزارة الخارجية، وتمثل بالتالي الهوية الثقافية المغربية. وأن يدافع عن التراث المغربي ببسالة وشجاعة وبالاستعانة بالتاريخ في مجال التراث بصفة خاصة. وان يقوم بإعطاء أوامره لكل من يمثله في جميع أنحاء المملكة بتنظيم جلسات وموائد مستديرة جهوية وإقليمية لمناقشة التراث المادي واللامادي لهذه المنطقة وتلك، حسب ما تزخر به مدننا ومناطقنا.
نريد وضع اليد في اليد مع كبار المسؤولين مادام المنتخبين بكبارهم وصغارهم ينتظرون أدوارهم في المحاكمات القادمة.
نريد أن تختفي مظاهر العبث بالمسؤولية وتجنيد أولاد الشعب في مسيرة التنمية للقفز بهذا البلد إلى الأمام.
أرجوكم، لا تقتلوا فينا حب الوطن.”
نور الدين دال