مجتمع

الابتكار في السياسة العربية: من الفكرة إلى الفضيحة!

دابا ماروك

هل سبق لك أن تأملت كيف تكون السياسة في بعض الدول العربية؟ هي مزيج من المفاهيم العميقة، الفهلوة الطاغية، والعزائم الفولاذية… لكن مع لمسة من “العبقرية” التي تضمن أن كل شيء يسير بطريقة غير متوقعة. دعونا نأخذكم في جولة خفيفة في عالم السياسة العربية التي تحترم الوقت… حينما لا يكون هناك وقت!

الفكرة الكبيرة

لنبدأ بالفكرة! في كثير من الأحيان، تبدأ المشاريع الكبيرة في السياسة العربية بفكرة رائعة جدًا… عادة ما يكون مبتكرها قد قرأ مقالًا في مجلة قديمة أو شاهد فيديو على الإنترنت، وقرر أن هذا هو الحل العبقري للمشاكل المزمنة! يتم الإعلان عن المشروع على الفور بحفل ضخم يتضمن خطبًا منمقة وأوراقًا موقعة، وكل شيء يبدو رائعًا.

لكن… بعد عامين، يتساءل الجميع: “أين هو هذا المشروع؟” والإجابة تكون عادة: “جاري العمل على تحسينه!” إلا أن العمل لا ينتهي أبدًا.

الهياكل السياسية: توازن مرن!

في عالمنا العربي، السياسة تتميز بـ”توازنات دقيقة” بين مختلف الأطراف. وهذه التوازنات قد تشمل كل شيء، من الوزراء إلى الجيران، وصولًا إلى الكلاب في الشوارع الذين يبدو أنهم يعرفون أكثر عن السياسة المحلية من بعض السياسيين!

الحوار السياسي في بعض الأحيان يمكن أن يكون مشابهًا لمباراة شطرنج مشوشة: كل لاعب يعتقد أنه يمتلك الاستراتيجية الفائزة، بينما الجمال يكمن في أن الجميع على علم تام بأن “المات” قادم لا محالة. والنتيجة؟ لا أحد يعرف أين يتجه قطار السياسة، لكن الجميع يركبون معًا!

المؤتمرات والوعود: بلاغة بلا عمل!

عندما يتم عقد مؤتمر سياسي، تبدأ العروض السخية التي تتضمن مشاريع عملاقة وحلولًا خارقة للعادة. فالجميع يتحدث عن “الإصلاحات الكبرى”، لكن عندما ينتهي المؤتمر، لا شيء يتغير… أو كما يقولون في السياسة: “نحن في طور التقدم، ولكننا لا نعرف إلى أين.”

وفي لحظة من الجد، نسمع عن “الإصلاحات التي ستغير وجه المستقبل”، ثم تمر السنوات، ولا يجد المواطنون أي تغيير حقيقي إلا في مواقف السيارات الجديدة للوزراء.

ولكن، يظل الابتكار قائمًا

ما يميز السياسة في العالم العربي هو قدرتها العجيبة على التحول من “الفكرة إلى الفضيحة” بسرعة تفوق سرعة الضوء. في الواقع، إذا كانت هناك جائزة نوبل للابتكار في خلق المشاريع التي تنتهي بالفشل، سيكون هناك دوماً متسابق واحد: “السياسة العربية”!

لكن مهما كانت المحاولات والفشل، يبقى الأمل في القادم، وربما يومًا ما سيكون هناك مشروع يجسد فعلاً كل ما وعدوا به… أو ربما نتعلم أن “الوعود” هي المشاريع الحقيقية!

الخلاصة

الابتكار في السياسة العربية ليس فقط فكرة، بل أيضًا تجربة مستمرة من البحث عن الحلول التي غالبًا ما تقودنا إلى الحائط. لكن، كما يقولون: “الحياة تضحك على من يخطط، وأحيانًا تضحك أكثر على من لا يعرف ماذا يفعل”. وفي كل الأحوال، ستظل السياسة العربية مجالًا لا يمل من الحديث عنه… فكل يوم هو فصل جديد في مسلسل “الابتكار المدهش”!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى