ماذا يحدث إذا قررت أن تصبح “مليارديرًا” في يوم واحد؟
دابا ماروك
هل فكرت يومًا في أن تصبح مليارديرًا بين عشية وضحاها؟ لنكن صادقين، من منا لا يحلم بأن يستيقظ في يوم من الأيام ليكتشف أنه أصبح صاحب حساب بنكي يحتوي على مليارات الدراهم؟ قد تكون هذه الفكرة جذابة للغاية، خاصةً عندما نشاهد أفلام هوليود التي تصور المليارديرات وهم يستعرضون سياراتهم الفاخرة في شوارع مغطاة بالسجاد الأحمر! ولكن، هل فكرت فيما قد يحدث إذا تحقق هذا الحلم بالفعل؟
الخطوة الأولى: مواجهة الصدمة
أول شيء ستشعر به عندما تجد نفسك مليارديرًا هو الصدمة. ليس لأنك فجأة أصبحت غنيًا (لأن هذا شيء لا يمكن أن نتصور أن يكون مفاجئًا للغني، أليس كذلك؟) ولكن بسبب الزخم المذهل الذي ستواجهه في حياتك اليومية. هل تعلم كم من الأشخاص سيطرقون بابك؟ ولن يكون الأمر كما في الأفلام حيث يقدمون لك الشيكات المليونية ثم يختفون، بل سترى نفسك فجأة محاطًا بأشخاص يحبونك كثيرًا… لأنك ملياردير، بالطبع!
ثم، سيأتي إليك جميع أصدقائك من الماضي، وأنت ستكتشف مفاجأة رائعة، أنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم ليتمكنوا من “تحديث” عنوانهم في قائمتك، لكنهم لن يكونوا قد دعوك من قبل لعيد ميلادهم، ولا حتى لاحتساء قهوة!
الخطوة الثانية: ماذا عن “إدارة” المال؟
لن تكون الحياة المليارديرية مجرد حياة لامعة وحافلة بالترفيه. ستجد نفسك فجأة مسؤولًا عن أموال ضخمة، وهنا يبدأ الصراع الحقيقي. ماذا ستفعل بهذه الأموال؟ هل ستذهب لشراء جزيرة في البحر الكاريبي، أم ستقيم منتجعًا سياحيًا في جبال الألب؟ أم ستقرر أن تضع المال في البورصة؟ لكن، في الواقع، ربما ستدرك أنك لا تعرف حتى الفرق بين الأسهم والسندات. في تلك اللحظة، ستضطر للبحث في غوغل عن “كيف تدير مليار درهم دون أن تفقد عقلك؟” ويمكنك أن تتخيل كم سيكون هذا مربكًا.
ثم، إذا قررت الاستعانة بخبراء المال، سيبدأ هؤلاء في الحديث عن استراتيجيات استثمار معقدة جدًا لدرجة أنك ستتمنى لو أنك اكتفيت بشراء بعض الأسهم في شركة “الشكولاتة” التي تعشقها منذ الطفولة.
الخطوة الثالثة: العائلة… مفاجآت وأمور غير متوقعة
العائلة! نعم، إذا كنت تعتقد أنك تعرف تمامًا من سيقف إلى جانبك في الأوقات الصعبة، فاستعد لما هو غير متوقع. حيث سيتحول البعض إلى محامي “يطلب” منك تبرعات سخية، بينما سيبدأ آخرون في تقديم أنفسهم كمرشحين ممتازين لإدارة “أموالك الطائلة”، رغم أنهم لم يديروا أبدًا حتى ميزانية أسبوعية لشراء الخضروات.
في الوقت نفسه، سيبدأ الأطفال في المنزل في الاستفسار عن “كيفية شراء أسطول من الحيوانات الأليفة العجيبة” أو “أحدث ألعاب الفيديو التي لا يستطيع أحد الحصول عليها”. وفي النهاية، ستكتشف أنك قد أصبحت مجرد “صندوق مال” متنقل في نظر أقربائك.
الخطوة الرابعة: الشعور بالوحدة… والرفاهية غير المفهومة
بعد فترة من التعامل مع هذه الزحمة الجديدة من الحياة المليارديرية، سيبدأ شيء غريب في الحدوث: ستشعر بالوحدة. لا، ليس لأنك تفتقد أصدقائك، بل لأن الجميع حولك يبدو وكأنه مهتم فقط بالمال الذي لديك. وعندما لا تجلب المال إلى الطاولة، ستشعر كما لو أنك قد “اختفيت” من دائرة الأصدقاء والدوائر الاجتماعية الأخرى.
وإذا قررت أن تأخذ إجازة من كل هذا، فسوف تجد نفسك عالقًا في جزيرة نائية وحدك مع خدمك، متأملًا البحر، ومحاولًا التوصل إلى إجابة لسؤال واحد بسيط: “هل يحق لي الاستمتاع بالحياة دون الشعور بأنني مجرد ماكينة طباعة أموال؟”
الخطوة الخامسة: العودة إلى الواقع
في النهاية، بعد أن تمر بكل هذه التجارب المليارديرية، قد تجد نفسك تتساءل: “هل فعلاً أحتاج إلى كل هذا المال؟” لأنك بعد كل هذه العوامل، قد تكتشف أنه على الرغم من الثروة الفائقة، قد تكون السعادة الحقيقية أبسط من كل هذه التعقيدات.
وفي النهاية، قد تقرر أن العودة إلى حياة بسيطة، حيث يمكنك أن تستمتع بكوب من الشاي مع الأصدقاء، وتستمتع بحياة هادئة دون الحاجة لتدير مليارات الدراهم هو أكثر الأشياء التي يمكن أن تجلب لك السعادة الحقيقية.
الخلاصة
المال قد يفتح أبوابًا عديدة، ولكن إذا أصبح هو محور حياتك، فقد تكون الفوضى أكثر مما تتصور. لذا، إذا حلمت يومًا بأن تصبح مليارديرًا بين عشية وضحاها، تذكر أنه رغم الرفاهية التي ستحظى بها، فإن الحياة مليئة بالأمور غير المتوقعة، وأن السعادة الحقيقية قد تكون في البساطة والعلاقات الإنسانية أكثر من أي شيء آخر.