هل عيد الأضحى في خطر؟ أم أن الخروف في عطلة؟
دابا ماروك
في خضم الأزمات التي تتوالى كأمواج البحر، خرج الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، ليعطينا جرعة من التصريحات المريحة، أو ربما المقلقة، حسب زاوية النظر. القضية هذه المرة ليست عن ارتفاع أسعار الوقود أو أزمة السكن، بل عن شيء أعمق بكثير: عيد الأضحى والخروف المهدد بالاختفاء من طاولات المغاربة.
في ندوة صحفية أعقبت اجتماع المجلس الحكومي، وقف بايتاس بكل “حكمة حكومية” ليطمئننا (أو يزيدنا قلقاً): “باقي أمامنا خمس شهور، وهاد الأمور من السابق لأوانه الحديث عنها”. بعبارة أخرى، يبدو أن الحكومة تطلب منا الصبر حتى تكتمل الأزمة، وكأنها تقول: “دعونا ننتظر حتى يأتي الصيف ونرى ما سيحدث! ربما يقرّر الخروف العودة إلينا بقرار سيادي من عنده!”
عيد بلا خروف؟ تصوروا السيناريو…
فلنكن صريحين، ماذا يعني عيد الأضحى بلا أضحية؟ عيد بلا صوت “باع”، بلا أطفال يتسابقون لجمع جلود الأضاحي، وبلا نقاشات أسرية حول كيفية تقسيم “الكرشة”. قد تتحول الشوارع إلى ساحات من الصمت، وتصبح المقاهي الملجأ الوحيد للاحتفال الرمزي بمناسبة عيد بلا خروف.
التصريحات الحكومية: فنٌ في تأجيل القلق
تخصصت الحكومات المغربية، على مر السنوات، في رياضة فريدة: التسويف. وكأن الحكومة تعيش على مبدأ “لا تقلق اليوم، فلديك غداً لتقلق!”. أما تصريح بايتاس فقد جاء كقطعة من هذا الفن: لا تأكيد ولا نفي، بل حيرة مطلقة تجعل الصحفيين والجماهير يطرحون نفس السؤال: “هل هو متفائل أم أنه يحاول أن يكون فلسفياً؟”.
غلاء اللحوم: هل الخروف أصبح من طبقة الأثرياء؟
الحقيقة هي أن الأزمات ليست جديدة علينا. أسعار اللحوم ترتفع بوتيرة تجعلنا نعتقد أن الخروف لم يعد حيوانًا يعيش في الحقول، بل أصبح من سكان الأحياء الراقية. والآن، ومع أزمة الأغنام التي تهدد عيد الأضحى، يبدو أن المغاربة أمام خيارين: إما شراء الخروف بالتقسيط على خمس سنوات، أو إقامة العيد برأس ملفوف ودجاجة مشوية.
ما الحل؟
بينما يبقى المستقبل غامضًا، قد نحتاج لإعادة التفكير في طقوس العيد. ربما نعود إلى جذور البساطة ونكتفي بدعوة الأصدقاء على “كؤوس شاي” بدون خروف، أو نبتكر شعائر جديدة مثل “عيد القصدير”، حيث يقوم الناس بتزيين المنازل بورق القصدير احتفالًا بالأزمة.
في النهاية، يبدو أن الخروف لم يعد مجرد رمز للعيد، بل أصبح قضية وطنية، إن لم يكن قضية وجودية. وبينما ننتظر “التغييرات” التي تحدث عنها بايتاس، لعل الخروف ذاته يُفكر في إصدار بيان يوضح موقفه من كل هذه الأزمات!