الأساتذة الباحثون: ملف الأقدمية في متاهة الوزارة والنقابة
دابا ماروك
يبدو أن التفاؤل هذه المرة، بدأ يتلاشى، خاصة بعدما وضع الأساتذة الباحثون كل آمالهم على الوزير الجديد، الميداوي، ليفتح نافذة الأمل التي أُغلقت بإحكام خلال ولاية الوزير السابق، ميراوي. ولعل الميداوي وجد نفسه محاصراً بين ملفات عالقة وأستاذة غاضبين، مثل شخص يحاول حل مكعب روبيك معصوب العينين.
“التنسيقية الوطنية للأساتذة الباحثين المتضررين من عدم احتساب الأقدمية”، والتي أوقفت احتجاجاتها مؤقتاً على أمل أن يأتي الفرج مع المكتب الجديد للنقابة الوطنية للتعليم العالي، تلقت صدمة باردة. فقد وصف أحد الأساتذة الباحثين المكتب الجديد، وعلى رأسه هبري الهبري، بأنه “غير معني بقضية الأقدمية” لأنه “ليس من هذه الفئة”. وكأن الأمر أشبه بلعبة شطرنج، حيث يحاول كل طرف تفادي مسؤولية تحريك القطع.
في المقابل، يحاول أحد أعضاء التنسيقية، أن يهدئ الأجواء قليلاً، قائلاً: “لا يجب تحميل النقابة الجديدة المسؤولية كاملة، ولكن المكتب السابق يتحمل قسطاً كبيراً من هذا التأخير الذي أصبح أشبه بمسلسل تركي بلا نهاية.”
الملف الذي يعود إلى سنة 2018، أشبه برحلة ماراثونية يقطعها الأساتذة الباحثون بين الوزارة والنقابة، وكل مرة يعودون بخفي حنين. لقد شهد هذا الملف العديد من الوقفات أمام مقر وزارة التعليم العالي في حسان، ولكن يبدو أن الحسم فيه ما زال بعيد المنال. ربما الحل يكمن في اعتصام مفتوح أمام الوزارة مع توزيع شاي بالنعناع، علَّ المسؤولين يستفيقون من سباتهم الشتوي.
فهل ستُكتب لهذه القضية نهاية سعيدة؟ أم ستبقى حبيسة الأرشيف الإداري وعالقة في دهاليز البيروقراطية؟ الأيام القادمة ستكشف الستار عن الفصل الجديد في هذه الدراما التي باتت تحظى بجمهور متعاطف لكنه متعب.