دفاتر قضائية

من رئيس ودادية إلى زائر للزنزانة: قصة عرفات المنجدي

دابا ماروك

في خبر مثير لا يقل عن أحد مشاهد الدراما الرمضانية، اعتقلت عناصر الدرك الملكي بالمنصورية السيد عرفات المنجدي، الرجل الذي لم يترك منصبًا إلا واعتلاه: رئيس الفيدرالية الوطنية للوداديات السكنية بالمغرب، رئيس ودادية سكنية بجماعة المنصورية، ومستشار جماعي بجماعة المحمدية. الرجل الذي يجمع بين الألقاب كأنه يجمع الطوابع البريدية وجد نفسه فجأة بين أربعة جدران لا علاقة لها بالوداديات ولا بالجماعات.

القصة بدأت بنزاع مع إحدى المنخرطات، والتي لم تكن سوى مهاجرة مغربية بالمهجر، عائدة من ديار الغربة محملة بالأحلام والمشاريع. ولكن يبدو أن حلمها السكني تحول إلى كابوس قانوني بفضل عبقرية تدبير السيد المنجدي. المهاجرة، التي كانت تأمل أن تجد في الودادية بيتًا دافئًا، وجدت نفسها في مواجهة بيروقراطية عجيبة وطلاسم إدارية لا تحل إلا بمفاتيح خاصة لا يعرفها سوى المنجدي وأعوانه.

السيد المنجدي، الذي كان يُعتبر حتى الأمس القريب رجلًا محنكًا في “فن الالتفاف على المشاكل”، أصبح اليوم مادة دسمة للنقاش في المقاهي والأسواق. البعض يراه ضحية للظروف، والبعض الآخر يعتبره رمزًا للفساد المتنكر في عباءة الإصلاح السكني.

الجميع يتساءل: هل ستكشف هذه القضية عن خبايا أخرى في عالم الوداديات، أم أنها مجرد “سحابة صيف” سرعان ما تنقشع ليعود المنجدي إلى الساحة منتصرًا كعادته؟ الأكيد أن الحكاية لم تنتهِ بعد، وأن القادم يحمل المزيد من المفاجآت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى