“لوطورت”: بين الأداء والتأديب!
دابا ماروك
إذا كنت تعتقد أن الطرق السيارة هي فقط وسيلة للسفر السريع والمريح، فأنت في عالم آخر يا صديقي! الحقيقة أن الطريق السيار في المغرب هو مغامرة ملحمية تجمع بين الأكشن والكوميديا السوداء، حيث الممرات المغلقة، والإضرابات المستمرة، ونظام “جواز” الذي بات أشبه بـ”جواز المرور إلى عالم الفوضى”.
المستخدمون في محطات الأداء: أبطال منسيون
تقرير المهمة البرلمانية يفضح وضعية عمال المناولة، الذين يشكلون نصف القوة العاملة للشركة. هؤلاء الجنود المجهولون يقفون في وجه الزبائن الغاضبين من اكتظاظ الممرات أو رفض “جواز”. ومع ذلك، يتمتعون بوضعية عمل هشة لا تليق بدورهم الحيوي.
أما الموظفون الرسميون؟ فقد صاروا مهددين بالانقراض، حيث انخفض عددهم من 550 إلى 440 في عقد واحد. ربما تسعى الشركة لتحقيق لقب “أقل عدد موظفين في مؤسسة وطنية”، لأن الإبداع في التسيير يتطلب خفض التكاليف، حتى لو كانت على حساب الكفاءة البشرية!
الأطر المغربية: “طاحت الصومعة، علقوا مكاتب الدراسات الأجنبية“
بينما كانت الكفاءات المغربية تغادر الشركة، لجأت الإدارة إلى مكاتب دراسات أجنبية. يبدو أن هؤلاء المستشارين الدوليين قرروا “إعادة الهيكلة” عن بُعد، مع نتائج لم تتجاوز الورق، في حين تُهدر الأموال وتزداد الفوضى.
“جواز” المعضلة الوطنية
أما عن أزمة “جواز”، فقد تحولت إلى مادة للسخرية والاحتجاج. كيف تُجبر الناس على شراء خدمة تحت ذريعة تسهيل التنقل، في حين أن النتيجة هي العكس تمامًا؟ تقليص الممرات المخصصة للأداء المباشر يعني أن الزبون العادي يجد نفسه عالقًا في طابور يشبه مشهدًا من فيلم سينمائي عن “أيام القيامة”!
أشغال لا تنتهي… وزحمة تذكرنا بشوارع المدن
تقرير المهمة البرلمانية أشار إلى كثرة الأشغال في الطرق السيارة، خصوصًا في أوقات الذروة والأعياد. يبدو أن الشركة تحب العمل في تلك الأوقات كنوع من “اختبار الصبر” للمواطنين. الأسوأ أن تسعيرة الأداء تبقى كما هي، رغم الوقت الضائع في الزحمة.
الصورة المالية: نفق مظلم
أما على المستوى المالي، فقد رسم التقرير صورة أكثر قتامة. العائدات لا تُغطي التكاليف، ومع ذلك تستمر الشركة في سياساتها التي تزيد من الاحتقان بين السائقين والمستخدمين.
خلاصة
إن حال “لوطورت” يشبه مسلسلاً دراميًا طويلًا: نفس الأخطاء، نفس الأزمات، ونفس الوعود التي لا تتحقق. الفرق الوحيد أن الممثلين هنا هم المواطنون العاديون الذين يدفعون الثمن حرفيًا ومجازيًا. ربما حان الوقت لتغيير السيناريو قبل أن يتحول الطريق السيار من وسيلة نقل إلى عنوان للمعاناة الوطنية!