دفاتر قضائية

العمران الشرق: من بناء الأحلام إلى تشييد ملفات الإجرام!

فاس: عبد الحميد الحياني

يقال إن المال السايب يعلم السرقة، والسرقة تعلمك أنواع الابتكار غير المتوقع! تماماً مثلما علمت “العمران الشرق” كيف تحوّل “التنمية الحضرية” إلى “حفرة مالية”. تخيّل، بدل أن تشيّد العمارات، صاروا يشيدون الملفات القضائية!

بدأت القصة حين قررت الشرطة القضائية بفاس أن تعطي لبرنامج “البحث عن الحقيقة” بعداً جديداً. بدل البحث عن أشباح في المنازل المهجورة، صار البحث عن المدير المالي السابق، ومدير الوكالة، وحتى مديري المشاريع! وكأن “العمران الشرق” قررت أن تعيد تعريف “العمل الجماعي”، لكن هذه المرة في قفص الاتهام.

ولأننا في زمن تتجاوز فيه الأفلام الواقعية كل ما قد يكتبه هوليوود، تم الكشف عن شبكة معقدة من التلاعبات في الصفقات والأشغال. وكالعادة، كان هناك دائماً شخص “كبير” يدير الأمور من خلف الستار، ليتبين في النهاية أن العمارات الحقيقية الوحيدة التي بنتها المؤسسة كانت تلك المتمثلة في الديون الهائلة! 187 مليون درهم؟ هذا ليس مبلغاً، بل ناطحة سحاب من المتأخرات.

المشكلة؟ يبدو أن الجميع كانوا مشغولين جداً بتزيين مكاتبهم الفاخرة لدرجة نسوا تزيين أوراق الحسابات، مما أدى إلى غرق المؤسسة في بحر من الحجوزات القضائية. ولكن، لا تقلق، فالشركة الأم “العمران” تتابع الوضع عن كثب، ربما لتقديم دروس مجانية في “كيف تحوّل الفساد إلى مسلسل تركي”.

في النهاية، نحن هنا لا لننتقد، بل لنشكر “العمران الشرق” على هذا العرض الدرامي الذي يعيد إلينا الأمل بأن الابتكار المغربي لا حدود له، حتى لو كان في مجال… الاحتيال الإداري!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى