دابا ماروك
مع اقتراب موعد احتضان المغرب لكأس العالم 2030، يبدو أن الحكومة المغربية تستثمر بشكل مكثف في تشييد الملاعب الجديدة والمرافق الرياضية. بينما يُعتبر هذا خطوة إيجابية نحو تعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية، إلا أن هناك تساؤلات مشروعة حول الأولويات الوطنية، خاصة في ظل تراجع البنية التحتية الصحية في البلاد.
الملاعب بالمليارات: ماذا عن الصحة العمومية؟
تشير التقديرات إلى أن تكلفة إنشاء الملاعب الجديدة وتجديدها تصل إلى مليارات الدراهم، في حين أن البنية التحتية الصحية تواجه تحديات خطيرة، مع تزايد عدد السكان وحاجة المجتمع إلى خدمات صحية متطورة. يعاني العديد من المواطنين من نقص في المرافق الصحية الجيدة، ومن طوابير طويلة عند مراكز العلاج، مما يزيد من ضغط النظام الصحي الهش.
إن تركيز الحكومة على بناء ملاعب رياضية بدلاً من تحسين البنية التحتية الصحية يثير قلق الكثيرين. فعلى الرغم من أهمية الرياضة في تعزيز الروح الوطنية وتشجيع السياحة، إلا أن الصحة العامة تعتبر من القضايا الأساسية التي يجب أن تكون على رأس أولويات الحكومة.
تزايد السكاني وتراجع الخدمات الصحية
مع تزايد عدد السكان، تتزايد أيضًا الحاجة إلى رعاية صحية فعالة. إلا أن العديد من المستشفيات والمراكز الصحية لا تستطيع تلبية هذه الطلبات المتزايدة، مما يؤدي إلى تراجع في جودة الخدمات المقدمة. تتعرض الأسر الفقيرة إلى ضغوط إضافية، حيث يُضطر الكثيرون إلى البحث عن خدمات طبية في القطاع الخاص، مما يضع عبئًا ماليًا إضافيًا عليهم.
الحاجة إلى توازن
ينبغي على الحكومة المغربية أن تسعى إلى تحقيق توازن بين الاستثمار في الرياضة وتحسين الخدمات الصحية. يمكن أن تُسهم كرة القدم في تعزيز الصحة العامة من خلال تشجيع النشاط البدني، لكن هذا لا يُعفي الحكومة من مسؤولياتها تجاه توفير رعاية صحية كافية للجميع.
الخلاصة
بينما ننتظر بشغف كأس العالم 2030، يجب على المغرب أن يُعيد التفكير في أولوياته. الاستثمار في الملاعب ينبغي أن يكون متوازنًا مع تحسين النظام الصحي، لضمان رفاهية المواطنين ومواجهة التحديات التي يفرضها النمو السكاني. إن توفير بيئة صحية جيدة يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من التنمية المستدامة، ويجب أن يكون جزءًا أساسيًا من رؤية البلاد للمستقبل.