الانتهازية والغرور: رحلة الفشل خلف الأقنعة الزائفة
م-ص
يبدو أن هذا المخلوق يمثل نموذجًا واضحًا للانتهازية، حيث يسعى البعض للتسابق للظهور في التلفزة والتعليق بأسلوب ركيك ومفضوح، ظنًا منهم أن هذا الظهور قد يوصلهم إلى مواقع نفوذ أو شهرة. هؤلاء الأفراد يظنون أن مجرد اقترابهم من شخصيات نافذة أو التظاهر بالاهتمام بالثقافة والشعر والسياسة يمكن أن يمنحهم امتيازات خاصة أو مناصب رفيعة.
ولكن الحقيقة هي أن هؤلاء يفتقدون العمق المعرفي والفكري، فلا يمكن أن يكون الظهور الإعلامي بحد ذاته جواز عبور إلى مكانة اجتماعية مرموقة دون الالتزام بفكر حقيقي أو رؤية مبدعة. الشخص الذي لم يعتد على القراءة والتفكير النقدي، يبقى عاجزًا عن أن يكون سياسيًا ناضجًا أو صحفيًا حقيقيا ناجحًا، حتى وإن تسابق للظهور الإعلامي مرارًا وتكرارًا.
ما يزيد من تعقيد هذا المشهد أن بعض الشخصيات النافذة تساهم في تعزيز هذا الوهم، عبر التودد لهم والضحك معهم، مما يدفعهم للاعتقاد بأنهم قريبون من السيطرة على حزب سياسي أو نيل مقعد برلماني او حقيبة وزارية مفترى عليها. وهنا تكمن خطورة هؤلاء المتسلقين، فبغياب الكفاءة والنزاهة، لا يمكنهم تمثيل المجتمع بصدق أو اتخاذ قرارات حاسمة.
في النهاية، هؤلاء الأشخاص أشبه بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال، متجاهلين أن الجميع يرون حقيقتهم ويعرفون ماضيهم البائس. وبالرغم من محاولاتهم إخفاء نواقصهم أو تضليل الآخرين بالمظاهر، إلا أن الأقنعة تسقط دائمًا في النهاية، ليظهر ما كانوا يحاولون إخفاءه. وما يثير السخرية هو أن غرورهم قد يقودهم إلى الاعتقاد بأنهم يسيرون نحو القمة، بينما هم في الواقع يختارون طريقًا مليئًا بالوهم والفشل.
وفي نهاية المطاف، نقول: إن تعود، سنعود بكل التفاصيل المملة، و”اللي في الفز كيقفز”.