مجتمع

فضاءات الألعاب في المغرب: ملاذ الفرح أم ساحات الموت؟

دابا ماروك

يا لها من مأساة جديدة تضاف إلى سجل الحوادث المؤلمة التي لا تتوقف عن مفاجأتنا في هذا البلد العزيز. فضاء ألعاب، مكان من المفترض أن يكون ملاذًا للفرح والابتسامة، يتحول فجأة إلى مسرح لمأساة عائلية لا تنسى. طفل في الحادية عشرة من عمره، خرج ليلعب ويستمتع بوقته، ربما كان يحلم بقضاء وقت ممتع مع أسرته، لكن القدر كان له رأي آخر، قطعة حديدية غير مثبتة بشكل صحيح، تسقط فجأة، لتنتزع حياة بريئة دون سابق إنذار.

وعلى الفور، تتحرك السلطات المحلية، وكأنها تملك العصا السحرية لحل المشاكل بعد وقوع الكارثة. يغلقون المحلي داخل فضاء الألعاب التابع لأحد المقاهي، وكأن هذا الفعل البطولي سيعيد الحياة إلى الطفل أو يمحو الحزن من قلوب أهله. وهل يغلقون الفضاء المحلي لأنهم يشعرون بالمسؤولية؟ لا بالطبع، فهم يتحركون فقط لامتصاص غضب الناس، وكأنهم يقولون: “انظروا، نحن نفعل شيئًا!”.

والحقيقة المرة هي أن هذا ليس الحادث الأول من نوعه. نسمع عن مثل هذه الحوادث في المغرب وكأنها جزء من الروتين اليومي. بالأمس سمعنا عن طفل سقط من لعبة غير آمنة، واليوم قطعة حديدية تقتل آخر، وغدًا، من يعلم؟ ربما ينهار جدار من قش في روضة أطفال؟ أو ربما تسقط شرفة في مدرسة؟ لا شيء مستبعد في هذه البلاد، حيث الصيانة والسلامة هما آخر أولويات المسؤولين.

الأدهى من ذلك، عندما تُسأل السلطات عن السبب، تبدأ في لعبة اللوم. “الميزانية محدودة، والموارد غير كافية، والمقاولون غير مسؤولين”، وكأنهم يظنون أننا سنصدق هذا الكلام الفارغ. والواقع أن المسؤولين أنفسهم هم من يعطون يتحملون المسؤولية…

الطفل ذهب ولن يعود، والعائلة غارقة في حزنها. أما نحن، فسنستمر في متابعة المسلسل المأساوي، منتظرين الحادث التالي، والمأساة التالية، والتبرير التالي. وربما سيأتي يوم نعود فيه لنلعب ألعاب الحظ: هل ستنجو ألعابنا القادمة أم ستكون نهاية جديدة لمأساة مألوفة؟

وفي النهاية، نتساءل، هل نحن بحاجة إلى تعويذة سحرية لحماية أطفالنا؟ أم أننا بحاجة إلى معجزة ليظهر المسؤولون بعضًا من الحس السليم والمسؤولية؟ أو ربما نحتاج فقط إلى معايير سلامة حقيقية، وضمير حي… ولكن يبدو أن الحظ العاثر للأطفال لن يتغير. على الأقل ليس في الوقت القريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى