مجتمع

محمد ربيع لخليع في رحلة اكتشاف: من مكتب مكيف إلى قطار معطل!

دابا ماروك

تصوروا معنا المشهد: محمد ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، يقف مثلنا تمامًا في محطة القطار بالدار البيضاء- الميناء، منتظرًا قطار الساعة الخامسة وعشر دقائق المتجه إلى الرباط، والقادم من القنيطرة. الرجل، الذي ندفع له رواتبنا من جيوبنا نحن الشعب، يتصبب عرقًا في هذا الحر الذي لا يرحم، ويفكر في أحلامه الوردية عن نظام السكك الحديدية المثالي الذي لم يرَ النور بعد.

نعم، لقد تأخر القطار بأكثر من عشر دقائق! وكأن ذلك لم يكن كافيًا، فإن ربيع لخليع الذي كان من المفترض أن يدير السكك الحديدية بكفاءة ودقة، يجد نفسه محشورًا بين الركاب كالسردين في علبة معدنية. المكيف؟ بالتأكيد، معطل تمامًا، والجميع يتنفس الهواء الساخن كأنهم في فرن مشتعلة نيرانه.

وها هو ربيع، يتأمل حال القطار المكتظ عن آخره، حيث الركاب يتدافعون ويجلسون قرب الأبواب، وبعضهم واقفون في المساحة الضيقة المخصصة للمشي. أحدهم يقول له بنبرة ساخرة: “سيدي المدير، أليس من المفترض أن تكون السكك الحديدية في المغرب من بين الأفضل؟” فيرد بخجل: “نعم، لكن هذا فقط عندما نكتب التقارير!”.

ربما لو كان ربيع لخليع بالفعل على هذا القطار المتأخر، لكان أدرك بنفسه كيف يعيش الناس يوميًا مع هذا النظام المتعثر. وربما، في لحظة من الوعي النادر، كان سيفكر في تحسين الخدمات بدلاً من تحسين تصريحاته الصحفية. ولكن للأسف، يبدو أن المدير العام يفضل أن يدير المكتب الوطني للسكك الحديدية من مكتبه المكيف، حيث لا توجد تأخيرات ولا حشود من الركاب، فقط أكواب من القهوة الباردة وتقارير عن “الإنجازات” التي لم يراها أحد.

والآن، دعونا نتخيل السيناريو الأكثر سخرية: أن ينضم ربيع لخليع إلى الركاب في تلك اللحظة الساخنة والمكتظة، ويعلن عن “تجربة جديدة” لتحسين خدمات القطارات، قائلاً: “لقد قررنا توفير خدمة جديدة لزبائننا، وهي تجربة الوقوف تحت الشمس الحارقة لمدة أطول، لأننا نؤمن بأن التحمل والصبر هما مفتاح النجاح!”

وعلى هذا النحو، سيستمر الركاب في معاناتهم، في انتظار اليوم الذي يصبح فيه القطار دقيقًا في مواعيده، والمكيف يعمل كما ينبغي، وربما حتى اليوم الذي يقرر فيه ربيع لخليع أن يأخذ جولة في قطاراتنا المتواضعة ليتعرف عن كثب على “تجربة الركاب الحقيقية”. لكن إلى أن يحين ذلك اليوم، دعونا نأمل أن يكون ربيع في مقعده الوثير، يقرأ تعليقاتنا النارية بابتسامة ساخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى