رياضة

كرة القدم الوطنية: من شغب الجماهير إلى شغب المسيرين

محسن طه

في الوقت الذي قطعت فيه الجماهير الرياضية أشواطا لا يستهان بها نحو تخليق المشهد الرياضي ونشر الوعي بين مكوناتها، انبثقت العديد من المحاولات في المشهد الكروي بالمغرب لنشر الفتن والنزاعات بين قطبي البيضاء الرجاء والوداد.

فبعد أن اعتاد الرئيس السابق لشباب المحمدية على استفزاز جماهير الرجاء البيضاوي بمناسبة أو بدونها، يواصل الشخص نفسه كرئيس منتدب لنادي الوداد محاولاته اليائسة للنيل من الرجاء ومكوناته،

بعدما ظهر في أحد تصريحاته حول استعدادات فريق الوداد البيضاوي لمجريات السنة المقبلة، استغل صاحبنا الفرصة للتقليل من حجم الإنجاز الذي حققه الفريق الأخضر بعد بلوغه نهاية كأس العالم للأندية سنة 2013 .على اعتبر أن الرجاء شارك كبلد منظم، وهو أمر مردود عليه، سيما وأن لو لا الرجاء لسقط الفريق الذي استعمله هذا الثرثار في الوصول إلى رئاسة جماعة المحمدية والبرلمان…

فهذه التصريحات لن تخضع الجماهير الودادية أو تنسيها المشاكل التي يتخبط فيها النادي بعد موسم كارثي، ولن تنتج إلا صراعا بين جماهير الناديين، الذي قد يؤدي إلى تأجيج الوضع والوقوع في كوارث لا يحمد عقباها، لذلك فمن واجب المسؤولين عن الشأن الكروي وضع حد لهذه التصرفات التي تبقى صبيانية ولا مسؤولة وتحد من قيمة ناديين عريقين لطالما شرفا كرة القدم المغربية خير تشريف.

محاولات التفرقة والتأجيج

في السنوات الأخيرة، شهدنا مجموعة من التصريحات والممارسات التي تسعى إلى توسيع الفجوة بين مشجعي الأندية الكبرى، وهي تصرفات غير مسؤولة تؤثر بشكل سلبي على البيئة الرياضية. فعلى سبيل المثال، الرئيس السابق لشباب المحمدية، الذي كان له سجل حافل في استفزاز جماهير الرجاء البيضاوي، لم يتوقف عند هذا الحد، بل واصل استفزازاته عندما تولى منصب الرئيس المنتدب لنادي الوداد البيضاوي.

أحد أبرز التصريحات التي أثارت الجدل كانت عندما انتقد هذا “المهرج” إنجاز الرجاء البيضاوي الذي حققه في كأس العالم للأندية سنة 2013، مشككاً في قيمة هذا الإنجاز واصفاً إياه بالإنجاز البسيط لأن الفريق شارك كبلد منظم. هذه التصريحات لم تكتفِ بالتقليل من قيمة الإنجاز الرياضي، بل أيضاً أثارت غضب جماهير الرجاء وزادت من حدة التوتر بين المشجعين.

تداعيات هذه التصرفات على المشهد الرياضي

تجدر الإشارة إلى أن هذه التصرفات لن تؤدي إلى أي تحسين في وضع الأندية بل قد تؤدي إلى نتائج عكسية. التصريحات الاستفزازية لا تساهم إلا في تعميق الخلافات بين الأندية وجماهيرها، مما يهدد الاستقرار في المشهد الكروي المغربي. في ظل هذه الأوضاع، قد تكون العواقب وخيمة، حيث يمكن أن تؤدي هذه التصرفات إلى:

  1. تصاعد التوترات بين الجماهير: التوتر بين الجماهير قد يؤدي إلى مواجهات عنيفة، ويؤثر سلباً على أجواء المباريات ويزعزع الاستقرار في الملاعب.
  2. تأثير سلبي على الفرق: الصراعات الداخلية والتصريحات الاستفزازية قد تؤثر على أداء الفرق وتؤدي إلى موسم غير ناجح، كما حدث مع نادي الوداد في الموسم الأخير.
  3. تشويه صورة الرياضة: الأندية الكبرى مثل الرجاء والوداد تلعب دوراً مهماً في تعزيز صورة الرياضة المغربية على الصعيدين الإقليمي والدولي. التصرفات غير المسؤولة قد تؤدي إلى تشويه هذه الصورة.

مسؤولية الإدارة في مواجهة هذه الأزمات

من الضروري أن يتخذ المسؤولون عن الشأن الكروي خطوات جادة لوضع حد لهذه التصرفات التي تتنافى مع القيم الرياضية. يجب أن تركز الإدارة على:

  1. تعزيز الحوار والتفاهم: العمل على خلق بيئة تواصلية بين الأندية لتجنب التصعيد وضمان التعاون بين الأندية لتطوير كرة القدم المغربية.
  2. فرض العقوبات المناسبة: تطبيق عقوبات صارمة على التصريحات والممارسات التي تثير الفتن وتؤدي إلى العنف أو الفوضى.
  3. الترويج للأخلاقيات الرياضية: تعزيز القيم الرياضية من خلال برامج توعوية وتدريبية للجماهير واللاعبين والمسؤولين على حد سواء.
  4. العمل على الاستقرار الداخلي للأندية: تشجيع الأندية على التركيز على تطوير فرقها وتعزيز استقرارها الداخلي بدلاً من الانغماس في الصراعات الجانبية.

في الختام، من المهم أن يتعاون جميع الأطراف في المشهد الرياضي المغربي للارتقاء باللعبة وتجنب الانزلاق إلى صراعات قد تؤثر سلباً على كرة القدم الوطنية. المسؤولية إذن تقع على عاتق الجميع، من جامعة وجماهير ولاعبين وإداريين، لضمان الحفاظ على القيم الرياضية وتعزيز التنافس الشريف.

آخر الكلام:

الفتنة نائمة، لعن الله موقظها…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى